وآخر (إنجازاته) العدوانية تدمير وردم آبار المياه التي تمد هؤلاء المدنيين بأسباب الحياة بعد أن دمرت أميركا مؤسساتهم وممتلكاتهم وبنيتهم التحتية بشكل كامل.
والمسؤلون عن ذاك التحالف العدواني ليس لديهم في قواميسهم إلا أكاذيب محاربة الإرهاب ومكافحة داعش ولا تسمع من أفواههم إلا التضليل وصمت أهل القبور حين يتم توثيق جرائمهم المروعة فيما نجد منظمات ما يسمى حقوق الإنسان تغط في نوم عميق مع أنها لا تتحدث إلا عن حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية.
أما مجلس الأمن الدولي الذي يفترض بأعضائه الغيورين على السلم والأمن الدوليين والذي يفترض أن يضطلع بمسؤولياته في حفظ هذين الشرطين اللذين كانا أساس وجوده فلا تسمع صوته ولا ترى قراراته ولا تقرأ بياناته إلا حين يتعلق الأمر بالدول المستضعفة أو القرارات الخاصة بما تريده أميركا.
فلم نسمع من هذا المجلس ومنظمته الدولية أنه اجتمع وقرر وقف جرائم التحالف الدولي بقيادة أميركا بحق الشعب السوري، أو أنه طالب واشنطن بالالتزام بتطبيق القرارات الخاصة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومعاقبة مموليه مع أنه يدرك أنها أساساً من يعرقل تنفيذ تلك القرارات وهي من يرسلها إلى أدراج نسيان المنظمة الدولية.
أما المفارقة الصارخة فتتلخص باعتراف هذا التحالف العدواني بأنه قد قتل حوالي ثمانمئة مواطن منذ بدء عملياته في وقت لا يحرك فيه هذا الاعتراف تلك المنظمات السياسية والقانونية الدولية لتحاسب مسؤوليه عن مجازرهم بحق المدنيين الأبرياء.
ربما بسبب السطوة الأميركية على تلك المنظمات وربما لأنها أساساً لا تستطيع الاستمرار بعملها دون خدمة الأجندات الأميركية التي تتلخص بضمان أمن الكيان الإسرائيلي في المنطقة وتفتيتها على أسس عرقية وطائفية ودينية كما رأينا منذ أيام في استفتاء كردستان العراق الذي كان نتيجة لغزو أميركا هذا البلد ونتيجة للفوضى الهدامة التي أعقبت الغزو والتي بشرتنا بها يوماً وزيرة خارجية أميركا السابقة غونداليزا رايس حين روجت لمنطقة شرق أوسطية جديدة ومختلفة عن خريطتها الحالية وتناسب رياح الهيمنة الأميركية.