وهي اليابسة الوحيدة التي تقسم المنطقة العربية إلى شرق وغرب وحلقة الاتصال بينهما، وقد لعبت سيناء أدواراً تاريخية مهمة إذ كانت مجالاً خصباً ومعبرا للهجرات البشرية القديمة وممراً تجارياً هاماً يربط آسيا بأفريقيا بحكم موقعها كممر يتجه إلى مناطق الجذب الاقتصادي في دلتا النيل، وطريقاً لغزوات حربية عديدة اتجهت من مصر وإليها، وكان لها حظوة دينية خاصة، ما أدى إلى انتشار الثقافة العربية في مصر على نطاق واسع.
وتبلغ المساحة الكلية لشبه جزيرة سيناء حوالي 61.000 كم مربع، أي ما يقارب من 6٪ من إجمالي مساحة مصر البالغة مليون كم مربع ويسكنها 380.500 نسمة وهي بنسبة 60٪ من البدو و40٪ من أبناء الوادي، تشتهر بكثرة مدنها الساحلية ومن أهمها: العريش، شرم الشيخ، دهب، طابا، نويبع، رفح، وهي على شكل مثلث تستلقي قاعدته الشمالية على امتداد البحر الأبيض المتوسط، ومحاطة بالمياه من أغلب الجهات فهي تقع بين البحر المتوسط في الشمال وقناة السويس في الغرب وخليج السويس من الجنوب الغربي ثم خليج العقبة من الجنوب الشرقي والشرق، وهي بذلك تملك نحو 30٪ من سواحل مصر، ورغم المساحات المائية التي تحيط بها إلا أن مناخها صحراوي متوسطي يتصف عامة بالجفاف والحرارة والقارية معظم العام باستثناء الساحل المتوسطي وأعالي الجبال.
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- القسم الشمالي ويعرف بالسهول الشمالية.
2- القسم الأوسط تبلغ مساحة هذا القسم ثلث مساحة سيناء وتظهر في هذا القسم هضبة التيه الجيرية وسميت بهذا الاسم نسبة لخروج اليهود من مصر وتاهوا بعد ذلك في هذه المنطقة 40 سنة وفي جنوبها هضبة العجمة وهي اصغر من هضبة التيه.
3- المثلث الناري جنوبي سيناء يتميز بتعدد القمم الجبلية المدببة واهم القمم الجبلية التي تقترب من بعضها قمة جبل سانت كاترين وهي اعلي قمة جبلية في مصر 2600متر.
وكان لشبه جزيرة سيناء صلة وثيقة بالأديان السماوية، حيث عبرها سيدنا يوسف وأخوته وأبيهم... وفي خروجه بقومه من مصر طالت بسيدنا موسى عليه السلام ليالي الصحراء حتى بلغ بقومه المقام أربعين عاماً، كما عبرها عيسى عليه السلام إلى مصر ومنها عاد إلى فلسطين... كما اخترق الجيش الإسلامي طريق الهجرات الشمالي لسيناء حتى تمكن من فتح مصر عام 639م. لقد تركت هذه الأحداث التاريخية التي مرت بها سيناء عبر العصور المختلفة بصماتها في شكل مجموعة من الطرق التاريخية، والمدن القديمة والقلاع والحصون والاستحكامات الحربية.
ورغم الأهمية الإستراتيجية الكبيرة التي تتمتع بها سيناء نظرا لما سبق ذكره لا ينفي أهميتها الاقتصادية الكبيرة إذ تتمتع بثروة معدنية وبترولية تعد من أهم مصادر الثروة الاقتصادية، وتعد الزراعة أيضا من النشاط الأكبر لسكانها (إلى جانب الرعي والصيد) وتقدر جملة المساحات المزروعة فيها بنحو 175 ألف فدان، وتنتج هذه المساحة نحو 160 ألف طن سنوياً من الخضر والفاكهة و410 آلاف طن من الحبوب، وأن الثروة الحيوانية فيها تقدر بنحو 265 ألف رأس من الأغنام والماعز والجمال، إضافة إلى بعض الأبقار والجاموس التي تعتمد في معظمها على المراعي الطبيعية، وتمثل المياه العنصر الأساسي الحاكم للتنمية فيها، فضلا عن أن قناة السويس زادت من الأهمية الاقتصادية لشبه جزيرة سيناء والتي اتضحت جليا خلال فترة إغلاق القناة في أعقاب عدوان حزيران 1967م ما أدى إلى إحداث مضاعفات اقتصادية دولية في استخدام الدول لطريق رأس الرجاء الصالح كبديل أطول وأكثر تكلفة.
وتعتبر سيناء أهم المقاصد السياحية في مصر لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة وتساهم بنسبة كبيرة في الدخل القومي المصري، وتشتهر أيضا بوجود أشهر مراكز الاستشفاء الطبيعية فيها مثل عيون موسى وشواطئ الرمال الغنية بالعناصر المعالجة للأمراض الجلدية، كما أنها ترتبط بباقي محافظات مصر بشبكة من الطرق، وبمدن البحر الأحمر بمجموعة من العبارات والناقلات البحرية، كما يوجد فيها خط حديدي يوصلها بالقاهرة وبورسعيد، وفيها عدد من الموانئ أهمها ميناء العريش وميناء شرم الشيخ وميناء الطور وميناء شرق بورسعيد، كما توجد أهم المطارات المصرية وأشهرها مطار شرم الشيخ ومطار العريش الدوليين.
جدير بالذكر أن المؤرخين اختلفوا حول أصل كلمة «سيناء»، وذكر البعض أن معناها «الحجر» وقد أطلقت هذه التسمية عليها لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة «توشريت» أي أرض الجدب والعراء، وعرفت في التوراة باسم «حوريب»، أي الخراب، لكن المتفق عليه أن اسم سيناء، الذي أطلق على الجزء الجنوبي من سيناء، مشتق من اسم الإله «سين» إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين، ثم وفقوا بينه وبين الإله «تحوت» إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها.