والتي تتلخص عناوينها بتقديم جميع الضمانات لإسرائيل ببقائها متفوقة في جميع المجالات في منطقة الشرق الأوسط .
والملاحظ أن اوباما يحاول جاهدا أن يقدم أشياء كثيرة تجعل من إسرائيل أن تتراجع عن مخاوفها بشأن الملف النووي الإيراني والذي يشكل حالة قلق ورعب حقيقي بالنسبة إليها , ونلاحظ أن تصريحات إسرائيل بشأن إيران لها طابع الاستعراض عبر تصريحاتها المتكررة أنها ستقوم بضربة للمنشآت النووية الإيرانية دون موافقة الولايات المتحدة , ويمكن القول إن طبيعة هذه التصريحات تعتبر استفزازية وغير واقعية والهدف منها هو ابتزاز الولايات المتحدة لأخذ أموال جديدة وأسلحة متطورة أكثر , وجميع المراقبين يلاحظون التطمينات التي يطلقها اوباما حيال إسرائيل والتي تتضمن مقولات أن أمن إسرائيل من أمن الولايات المتحدة الأميركية , إضافة إلى تقديم كل أشكال الدعم المالي والعسكري والسياسي لتبقى إسرائيل المسيطرة والأقوى في المنطقة , وتبقى مسألة الانتخابات الأميركية هي نقطة الضعف لأي رئيس أميركي لايقدم فروض الطاعة إلى إسرائيل , إضافة إلى كل أشكال الدعم الأخرى لأنه في حال تم عكس ذلك سيخسر الانتخابات بشكل أو بآخر والتاريخ الأميركي في هذا الإطار يشهد على ذلك .
بالطبع العلاقات الأميركية الإسرائيلية علاقات إستراتيجية غير قابلة للتغيير بحكم قضايا كثيرة وأهمها قدرة اللوبي الصهيوني في اختراق الحياة الأميركية بكل مكوناتها والتأثير بها بأشكال مختلفة , إضافة إلى النظرة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط وأهميتها , والمحاولات المستميتة من الجانب الأميركي ببقاء إسرائيل متفوقة ومسيطرة في منطقة الشرق الأوسط , وهذا مايفسر حجم الهجمة الأميركية والغربية على إيران عبر العقوبات المتعددة والمتصاعدة والتلويح بالحرب ضدها والهدف هو القضاء على أي قوة قد تؤثر على إسرائيل على المدى القريب أو البعيد ,وهذا مايفسر أيضا شراسة الهجمة التي تتعرض لها سورية والتي ترتقي إلى الحرب الكونية للقضاء على قوتها المتنامية والتي تهدد إسرائيل , إضافة إلى دورها المقاوم والداعم للمقاومة ضد إسرائيل بجميع الأشكال , ومن هنا ندرك أن هذه الهجمة الشرسة لها أهدافها البعيدة والقريبة للنيل من صمود وقوة سورية , وكل مايجري هوبمثابة تقديم خدمات مجانية لإسرائيل , والهدف في النهاية هو أن تبقى إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة وهذا بالطبع يعزز قوة السياسة الأميركية ويحافظ على مصالحها الاستراتيجية في منطقة تعد من أغنى المناطق في العالم بالنفط والغاز .
إذا موضوع الانتخابات الأميركية والتسخين الذي نراه من خلال تقديم كل أشكال الدعم إلى إسرائيل يظهر جليا أن الولايات المتحدة بالنسبة لها تأتي قضايا السلام في آخر أولوياتها وان القضية الفلسطينية بالنسبة لأميركا لاتعنيها شيئا وكل ماتقوم به في المنطقة هو تقديم كل أشكال الدعم إلى إسرائيل ومن يفكر بغير ذلك لايدرك طبيعة السياسة الأميركية .
إن الواقع على الأرض يعطي مؤشرات على فشل السياسة الأميركية في المنطقة وان العقوبات والتهديدات لإيران تزيدها قوة ومنعة وأن إسرائيل هي بكل المعطيات عاجزة عن القيام بأي ضربة ضد إيران , وحتى الولايات المتحدة وحلفائها هم عاجزون بحكم تنامي القوة الإيرانية .
الأمر الآخر هو أن المخطط الذي يرمي إلى النيل من سورية مصيره الفشل بفضل صلابة الشعب السوري وإدراكه لطبيعة المؤامرة التي تحاك ضده , فهو يمضي بخطى ثابتة للقضاء على بذور المؤامرة لتبقى سورية على الدوام الرقم الصعب التي من خلالها تتكسر أحلام الولايات المتحدة بالسيطرة على المنطقة .
كل ماذكرناه يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية كل ماتقوم به من تجييش للمؤسسات الدولية لزيادة الضغط عبر العقوبات إن كان بالنسبة لإيران أو سورية مصيره الفشل والواقع يثبت أن إيران ماضية في برنامجها النووي دون أي تأثير يذكر للعقوبات التي تطبق عليها , إضافة إلى أن سورية تتخطى المؤامرة التي أحيكت عليها وشارك بهاالعرب , وستثبت الأيام القادمة أن محور المقاومة في المنطقة هو الذي سينتصر وبالتالي أضحت إسرائيل عاجزة عن فعل أي شيء والبوق الأميركي والغربي سيصاب بالهزيمة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى وستنتصر إرادة المقاومة التي ستساهم بتشكيل المنطقة وفق رؤيتها بعيدا عن الهيمنة الأميركية والغربية والمنطق الإسرائيلي الذي كانت تلوح به الولايات المتحدة دائما لإخافة المنطقة لتبقى راكعة إلى المشيئة الأميركية ,والمعطيات على الأرض تثبت أن الولايات المتحدة تلقى الهزيمة تلو الهزيمة في منطقة الشرق الأوسط وفي مناطق متعددة في العالم .