الذي تتوهم المنظومة العدوانية أن يكون مفصلا على مقاس مشروعها التقسيمي، ولا تزال تجهد بكل إمكانياتها أن تأخذ بالسياسة ما عجزت عنه بالإرهاب والقتل والتدمير.
أقطاب العدوان يرفعون منسوب سعارهم، لممارسة كل أنواع الضغط والابتزاز بهدف تحريف مسار الحوار ، والقفز على الأولويات، ومسرحية تعليق مرتزقتهم للمحادثات، رسالة أخرى تؤكد رفضهم الكامل لأي حل سلمي ينسجم مع تطلعات السوريين،وإنما العمل على تأجيج الأوضاع أكثر فأكثر، وهذا يتضح من خلال الخروقات المتزايدة لوقف الأعمال القتالية عبر استهداف الأحياء السكنية في عدة محافظات بقذائف حقدهم، وانكشاف حقيقة التنظيمات التي تسوقها أميركا والغرب على أنها «معتدلة» بخروجها من الاتفاق والانضمام إلى إرهابيي النصرة، وهو ما يرتب ضرورة حسم مسألة تحديد وفرز المجموعات الإرهابية، والمجموعات «المعتدلة» في حال وجودها، علما أن كل من يحمل السلاح ضد وطنه وشعبه هو إرهابي.
النظامان التركي والسعودي يسابقان الزمن اليوم لمحاولة تعديل موازين القوى على الأرض لمصلحة إرهابييهم المجندين من كل أصقاع الأرض، فعملا كما في التجارب السابقة على استغلال مسألة التزام الجيش العربي السوري باتفاق وقف الأعمال القتالية، وأدخلا آلاف العناصر الإرهابية الجدد مزودين بأحدث الأسلحة الفتاكة، فيما تدرس راعيتهما الأساسية واشنطن إمكانية تزويد إرهابييها «المعتدلين» بصواريخ مضادة للطائرات، في محاولة تصعيدية جديدة تكشف كذب ونفاق أقطاب المنظومة العدوانية بحديثهم عن الحل السياسي.
المنظومة العدوانية الممثلة بوفد «الرياض» لاتريد من «جنيف» سوى تسلم مفاتيح السلطة فقط، وآخر همها هو القضاء على الإرهاب، لأنها بكل بساطة تمثل الرأس المدبر للإرهاب الوهابي التكفيري العالمي، بينما تريد الحكومة السورية العمل على اجتثاث الإرهاب كمدخل أساسي للحل السياسي، لأنها تعمل بمفهوم الدولة الجامعة لكل أبنائها، فيما وفد الرياض يعمل بمفهوم الميليشيات والعصابات، وعليه فإن قوة العقل والمنطق لا بد وتتغلب في النهاية على «كار» العربدة والإرهاب.