تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حلــــــــم صيـــَّـــــاد بمتــحف الــفن الحــديث

ثقافة
الخميس 21-5-2009م
لمى يوسف

استجمع حلم صياد مدلولات كثيرة ترافقت مع ألوان واضحة وخطوط قاسية، والتقت مع اهتمام عدد كبير من فناني اللاذقية وعاشقي الفن التشكيلي في معرض الفنان هيثم شكور

الذي أقامه متحف الفن الحديث باللاذقية بالتعاون مع مديرية الفنون الجميلة ودار الكلمات للفنون والنشر.‏

ولأن المدلولات الحاضرة في المعرض تستدعي الوقوف أكد الفنان هيثم شكور أن الأنثى كبوذا للبوذيين بالنسبة له، ليس هناك ما يميزها عن الذكورة.. فما يطمح له أن يكون الإنسان مرتفعا عن ماديته أي أن يكون ساميا، وهذا ما تجسد بالأعمال وليس هناك ما يميز أن الحاضر في اللوحة مذكر أم مؤنث.. ويضيف هناك اشتراك بحالة واحدة ضمن العديد من الأعمال رغم تنوع المفردات: الصياد والشباك، التفاحة وغيرها.‏

الأهم في العمل هو الحالة الصوفية والقدسية للصياد.. فقد تم اختزال التونات والدرجات اللونية بشكل كبير وهذا ساعد على إبراز الخط الأساسي في العمل، لذلك اتسمت الألوان بالروحانية والصوفية. واللون بهذه الحالة عبارة عن سطح يحده خط ويؤطره خط لذلك لا يوجد تونات لونية كبيرة.. والترابط في الأعمال يعود لأن الموضوع واحد للمعرض وهو حلم صياد، فمفردات الصياد هي الشباك والسمك و.. و يترافق معها متممات المحيط الخاص بالصياد..‏

ولطرح رأي نقدي بالأعمال المعروضة أشار الناقد التشيكلي د. عبد الحكيم الحسيني موضحا أن معرض الفنان هيثم شكور مؤلف من عدد كبير من اللوحات ضمن خط واحد وأسلوبية واحدة عرف بها الفنان منذ زمن، ويعتمد على خط الرسم القاسي الواضح مع درجات لونية تدخل في إطار النقائض. ألوان تعطي نوعا من القوة للتشكيل وبالتالي هذا يلفت النظر بأن التكوينات التي أبدعها الفنان هي أعمال جدارية، هذه الجداريات يجب أن تكون بمقاييس كبيرة حتى إذا كانت اللوحات ذات مقاييس أقل حجما وبالتالي فإن الجداريات السمة الرئيسية للمعرض، فالجدارية عادة تكون ذات ألوان خاصة وهي المألوفة في بعض كنائس الغرب كما كانت في البلاد العربية سابقا بورتريهات الفيوم ولوحات أخرى من المرحلة البيزنطية إلى اليوم، وتميز هذا النوع بأن الايقونة كانت ذات خصائص عالية الجودة ومعروفة عالميا، وهذا يدل على أن جذور أسلوبية الفنان شكور موجودة في ثقافتنا ويحاول أن يضع لوحته في إطار الحداثة إضافة إلى التراثيات، هذا الاتجاه يسمى ما بعد الحداثة.‏

وبين الناقد الحسيني أن المتجول في المعرض يشعر أن المشاهد تتحرك أمامه وهي مكملة ومتكاملة وذات موضوع واحد، ويعتقد أنها تكرار لبعض الأعمال. إلا أن التكرار في هذه الحالة يعتبر دراسات ممهدة لعمل الجدارية الكبيرة. والشيء الجديد أن الفنان حول الجدارية إلى لوحة زيتية توضع على الجدار بعد أن كانت ذات مواد خاصة مؤطرة بخط قاس من الرصاص الذي يحمله الزجاج الملون.‏

ويرى أن الحلم يأتي في رسم الصياد أو أسرته ومحيطه من خلال حركات محددة نراهم يمسكون خيطا غير مرسوم وإنما مجرد حركة ، هذا الحلم لطيف وهادئ ونراه في عمل من الأعمال يتطرق إلى الأسطورة الشعبية «اللاذقانية» حورية البحر المستلقية وهذا الموضوع موجود في تاريخ الفن للعديد من الفنانين..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية