الآن ومع انطلاق وزارة الدولة لشؤون البيئة ومايعكسه ذلك من وجود كوادر متخصصة وخطط منظمة، وقوانين وأنظمة يجب تطبيقها سيصبح المجهر دائماً على عمل الجهات المختصة بالبيئة والوضع البيئي بالتحديد ومايتعرض له الماء والهواء والإنسان، وربما يعني الأمر السرعة بالتطبيق وكشف السلبي والإيجابي الحقيقي وبدقة.
ومن هنا وبما أن الوزارة الجديدة ستضع خططها وأولوياتها التي ستسير عليها في الأيام والأعوام القادمة، فلابد من التذكير بمدينة بانياس بشكل خاص أمام هذا الكم من الغازات المنبعثة والتي لايحمد عقباها بعدد الأمراض التنفسية والسرطانية والتي أشار إليها أطباء المدينة في أكثر من مناسبة، بينما أكد العديد من مواطني مدينة بانياس أن الروائح لاتطاق، والأتربة السوداء تملأ المنازل فكيف الحال بالصدور والرئات التي تستنشق هذه الأتربة والتي تحمل بالتأثير على الصحة كلاماً آخر، ومن يمر على أوتوستراد بانياس ير هذه الغيمة السوداء التي تسقف المدينة وناسها، والتي تشير إلى أن بانياس إحدى أهم الأولويات ولاسيما أن البعض بدأ تصنيفها باسم مدينة صناعية أي يجب أن يسكنها فقط عوائل العمال مع خدماتهم.
بينما معمل الاسمنت في مدينة طرطوس ينفث دخانه الأبيض وسط جبل أخضر بدأ ينسى لونه الطبيعي والمنازل غطيت باللون الأبيض.
السؤال ليس بمبدأ وجودها من عدمه وإنما بالتقنية المتخلفة التي تستخدمها والتي يجب أن توضع تحت مجهر وزارة البيئة الجديدة التي نعول عليها الكثير في السؤال والاستفسار من الجهات المعنية عن هذا الواقع الذي لايسر الصحة أو الخاطر.
وقد أدى التلوث في ضوء غياب محطات المعالجة وقلة شبكات الصرف الصحي إلى خروج عدد لابأس به من الينابيع عن الاستخدام، وبالمقابل تراكمت النفايات الصلبة في مكبات على شكل جبال صغيرة في الوحدات الإدارية منتظرة مركز معالجة النفايات الصلبة الرئيسي بالمحافظة في وادي الهدة ولاسيما بعد أن اعترضته مشاكل قانونية نتيجة إخلال المتعهد بالمواصفات، بالإضافة للانبعاثات الغازية من المؤسسات التي سبق ذكرها.
مدير بيئة طرطوس المهندس حسن مرجان أكد أن الصرف الصحي والانبعاثات الغازية والنفايات الصلبة هي أولويات المديرية، مشيراً إلى أن كل جهة لها برنامج علاج، وكل جهة تعمل وفق إمكاناتها المادية..
والمطلوب وفق ماقاله المهندس مرجان هو: «المباشرة بمحطات المعالجة لأن معظمها مدروس فقط وبالتالي ضرورة البدء بها، وبالنسبة للنفايات الصلبة في انتظار انتهاء وادي الهدة»، وعن الانبعاثات الغازية أكد مدير بيئة طرطوس أن المطلوب تشغيل المحطة الحرارية ومصفاة بانياس بالغاز ولكن الأمر يتطلب مبالغ كبيرة، مشيراً أن الفوسفات الصادر عن المرفأ بؤرة تلوث ولها روائح كريهة، وبالنسبة لمعمل إسمنت طرطوس أشار إلى أن المشكلة في الفلاتر التي ركبت والتي تفصل بشكل دائم، نتيجة مشاكل فنية وهي بحاجة للتصليح، علماً أن الفلاتر جديدة وضعت في عام 2002.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الفلاتر التي وعد بها أهالي المنطقة منذ سنوات لحل مشكلة دخان وسموم معمل الاسمنت لم تقدم ولم تؤخر بالرغم من تكلفتها الكبيرة فلم يخف الدخان المتصاعد إلا بحدود بسيطة، بينما بدأت تظهر أعطالها سريعاً.