|
حتى يقترب أوباما من الحل! حـــدث وتعــليـق فالأول يحمل في جعبته أجندة الاستيطان والتهويد وإقامة الدولة العنصرية التي يؤمن بها وما يعنيه ذلك من رفض معلن للسلام، فيما يحاول الثاني قدر المستطاع انتهاج سياسة معتدلة تراعي مصالح الولايات المتحدة في المنطقة أساسها حل الدولتين كمقدمة لإنهاء الصراع وإقامة السلام، لذلك لم تخرج محادثاتهما بأكثر من تأكيد هذا الخلاف مع إضافة شروط اسرائيلية جديدة تجعل من المستحيل السير باتجاه السلام وخصوصا بعد أن تم حشر الملف النووي الايراني وكأنه جزء من الصراع القائم. جورج بوش الذي افتتح عهده بشعار حل الدولتين ووضع العام 2005 سقفا زمنيا لاقامة الدولة الفلسطينية سرعان ما تحول إلى عقبة كأداء في وجه السلام وانتهج سياسات متطرفة كانت أقرب ما تكون إلى السياسة الاسرائيلية، الأمر الذي خلق حالة جمود على المسار السلمي وأعطى لاسرائيل الضوء الأخضر والوقت الكافي لفرض وقائع جديدة على الأرض، وشن حروب همجية كان من شأنها رفع منسوب العداء بين الطرفين إلى حدود قياسية، وها هو نتنياهو يحاول البدء من نقطة الصفر متجاوزا كل التزامات أنابوليس الذي أظهرت واشنطن خلاله قدرا ضئيلا من الجدية في موضوع السلام. وعلى هذا الأساس لا يمكن وضع زيارة نتنياهو لواشنطن ومحادثاته مع أوباما إلا في سياق قضم الوقت وتمييع القضية وفرض أولويات مختلفة بديلة وبعيدة عن السلام الحقيقي، ومهما يكن فإن أوباما ليس في وارد ممارسة الضغوط على اسرائيل مالم يثبت العرب أنهم متمسكون بقضيتهم ويرفضون أية مماطلة جديدة والأهم أن يستخدموا أوراق القوة التي بين أيديهم، وهي فرض العزلة على اسرائيل بموازاة فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم والمساندة له في نضاله المشروع ضد الاحتلال، وربط أي تقدم في مسار العلاقات العربية مع الولايات المتحدة بقدرة واشنطن على الزام اسرائيل بتنفيذ متطلبات السلام المعروفة. يحاول أوباما اليوم أن يكون على مسافة واحدة بيننا وبين الصهاينة (الضحية والجلاد) ، ومع ذلك ينبغي أن يساعده العرب لكي يقترب منا أكثر فأكثر ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتماسك ووحدة الصف والكلمة، والفلسطينيون أولاً ثم يأتي العرب. hsauood@yahoo.com
|