واضاف السيد نصر الله في كلمة له في المؤتمر الدائم للمقاومة نقلته قناة المنار امس اننا نخوض معركة الوعي عند امتنا وعند عدونا والذاكرة جزء من هذه المعركة التي نخوضها جميعا مشيرا الى اهمية هذا العامل في حركة المقاومة وانتصارها وتحقيق الامة العربية لاهدافها في الدفاع عن كرامتها ووجودها وسيادتها ومقدساتها.
وقال الامين العام لحزب الله ان الوعي هو الشرط الاساسي لوجود المقاومة والثورة والنهضة لان الغفلة في أي مرحلة من مراحل المقاومة قد تؤدي الى الانحراف موضحا انه بمقدار ما يتعمق الوعي ويتجذر ويقوى نوعا وكما يساعد ذلك في انجاز الهدف والوصول الى الغاية.
واكد السيد نصر الله ان المقاومة لم تكتف فقط بنشاط او جهد دفاعي في مسألة الوعي أي فقط لاشاعة الوعي في شعوبنا وامتنا ومقاتلينا ومقاومينا بل دخلت في مرحلة هجومية على هذا الصعيد عندما بدأت تتدخل في تكوين وعي العدو الاسرائيلي أو ما يسميه العدو بـ «كي الوعي» فقد كان العدو الاسرائيلي في موضع الهجوم فهو الذي يشن الحرب النفسية والاعلامية وهو الذي يفرض علينا انماط تفكير معينة أو تقييمات معينة ولكن لاول مرة تدخل المقاومة بفعلها وبإعلامها وبسياستها وحربها النفسية لتقوم بكي الوعي الاسرائيلي حسب اعترافات قادة العدو انفسهم.
وقال الامين العام لحزب الله ان من اهم نتائج انتصار عام 2000 قيام انتفاضة الاقصى وحرب تموز وصمود غزة في المعركة وان من اهم نتائج هذه السلسلة من المواجهات والاحداث انها اصابت الوعي الاسرائيلي في الصميم ومهما حاولت بعض وسائل الاعلام العربية ان تزهد بانتصار المقاومة في لبنان وفي فلسطين فهي لن تستطيع ان تقنع قادة العدو السياسيين والعسكريين والمستوطنين بأنهم لم ينهزموا.
وقال السيد نصر الله في هذا الاطار ليس المهم ما تقوله هذه الوسائل بل ما يجري على الضفة الثانية فيما خص وعي العدو واعلامه والدليل على ما أقوله أنه عندما كنت أخطب أنا أو أحد قادة المقاومة يبثونه حيا مع ترجمته سعيا من اسرائيل لتشويه المقاومة في ذهن الاسرائيلي لكن بعد حرب تموز وصلوا الى تقييم يقول ان هذه الاطلالة المباشرة التي يؤمنها الاعلام الاسرائيلي تؤثر ايجابا عند الرأي العام الاسرائيلي وتفضح القادة الاسرائيليين وتؤدي الى كي وعي هذا الرأي العام.
واوضح الامين العام لحزب الله اننا نملك قوة الحق حيث ان القضية التي نقاتل من أجلها هي قضية عادلة وقضية حق ومشروعة ولا غبار عليها ولن نجد قضية أوضح وأعدل من قضية صراع المقاومة مع اسرائيل في هذه المنطقة.
وقال السيد نصر الله ان سر الثبات الاسطوري للمقاومة في لبنان وفلسطين ليس السياسة ولا التشكيل التنظيمي ولا مسار المعركة فقط انما خلفية العدل والحق التي ينطلقون منها حين يصبح شبابها وكهولها يواجهون الموت دون خشية أو تردد.
وتحدث الامين العام لحزب الله عن نقطة القوة الثانية التي تستند اليها المقاومة وهي المصداقية أي القدرة الفعلية على اثبات مصداقية الخط الذي تدعو اليه المقاومة.
واعتبر السيد نصر الله انه مع النقاشات التي خاضتها المقاومة في بداية الثمانينيات فإن نقطة قوة المقاومة أنها وخلال سنوات قليلة استطاعت بالفعل الميداني والاستشهادي أن تصنع وعيا على مستوى أمتنا بصوابية وأحقية خيار المقاومة و ان لبنان بشبابه وناسه الذين احتضنوا هذه المقاومة استطاعوا أن يثبتوا صدقيتها.
واشار الامين العام لحزب الله الى ان المقاومة استطاعت بفعلها الميداني وبصوابية خيارها اسقاط مجموعة كبيرة من المفاهيم الكاذبة التي صنعها الاسرائيليون وصدقوها ومنها الجيش الذي لا يقهر والشعب الموعود من الله الذي لا يهزم وقال هذا الشعب الموعود هزمته المقاومة.
وتحدث السيد نصر الله عن النقطة الثالثة من نقاط قوة المقاومة وهي القدرة على التعبئة المتاحة أمام حركات المقاومة مشيرا الى ان هذه الحركات هم أبناء هذه الارض والمنطقة وينتمون الى حضارتها ودياناتها السماوية والى ثقافتها الغنية وهو ما يمكن من خوض معركة قائمة على اسس فكرية وثقافية وأخلاقية.
وفي النقطة الرابعة قال السيد نصرالله فهي الذاكرة ذاكرة الصراع والذاكرة التاريخية مشيرا الى ان قوة المقاومة اليوم هي في استحضار مجريات الاحداث وتنشيط الذاكرة بشكل دائم.
وقال الامين العام لحزب الله ان العدو الاسرائيلي يراهن على أن الوقت ينسي الشعب الفلسطيني أرضه وينسيه معاناته وتشرده في المخيمات داعيا الى وجوب بقاء مجازر العدو الوحشية حاضرة لصنع الوعي العربي.
واشار السيد نصر الله الى ثقافة الاولويات عند حركات المقاومة واعتبرها جزءا اساسيا من تكوين الوعي فالاولوية المطلقة لمقاومة الاحتلال ومواجهة المشروع الصهيوني فهذا ما حكم اداءنا كل السنوات الماضية ومازال يحكمه وهذا ما كنا ندعو اليه دائما.
ولفت الامين العام لحزب الله الى ان المقاومة الوطنية استطاعت ان تكرس بوضوح ان اسرائيل هي العدو وان المشروع الاسرائيلي المدعوم والمتبنى بالكامل من الولايات المتحدة هو الخطر على الامة وعلى الشعوب العربية وحتى على انظمة ما يسمى الاعتدال العربي.
واوضح السيد نصر الله ان هناك جهدا امريكيا غربيا اسرائيليا يتقاطع مع بعض الجهد العربي يحاول ان يقدم للامة أو يصنع ويختلق للامة عدوا وهميا ليحرفها عن عدوها الحقيقي والمواجهة الحقيقية فيكون هذا العدو الوهمي تارة اسمه ايران ويقدم بعنوان الاطماع الفارسية في الارض العربية ويستحضر له صراع الدولة الصفوية مع الدولة العثمانية ويقدم احيانا بعناوين مذهبية.
ولفت الامين العام لحزب الله الى ان المعركة الاخيرة التي يخوضها المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة هي معركة احداث صراع عربي ايراني وصراع مذهبي طائفي موضحا انه اذا تم افشال هذه المعركة وهذا الصراع تكون قد انتهت اسلحة الشيطنة والتآمر الامريكي الصهيوني في منطقتنا وسوف نصبح أمام معركة واضحة في مواجهة هذا المشروع.
وقال السيد نصر الله ان معركة الوعي اليوم هي مواجهة مخطط الفتنة واصطناع عدو وهمي وتضليل الناس عن العدو الحقيقي ودفع الامة الى مواجهة لا يستفيد منها الا العدو الصهيوني.
واوضح السيد نصر الله انه لا يهم اسرائيل في هذه المنطقة الا مشروعها ولا تربطهم أي علاقة انسانية أو اخلاقية مع أي انسان ومع أي طائفة وأي فريق في لبنان.
وقال الامين العام لحزب الله ان حركات المقاومة تسعى الى ان تكون جميع الدول العربية والاسلامية مثل سورية وايران تمدنا بالدعم والمساندة على كافة الاصعدة.