تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الثقافـــة تــوازن..

رؤيـة
الأحد 7-12-2014
عمار النعمة

يحدث وأنت تتصفح بعض مجموعاتنا الشعرية أو القصصية لبعض الكتّاب أن تصيبك الدهشة بالتقديم الذي يتصدر الصفحات الأولى أوالغلاف..

فالبعض منها يذهب نحو المجاملة والمديح غير المستساغ علماً أن التقديم كما نعلم هو خارطة ترشد القارئ إلى النص وليس ليبدأ بالمديح وينتهي به ! وحين تسأل بعضهم فيُجيب أحرجني فلان أو فلانة أن أقدم له أو لها.. أوصديق أو قريب.. الخ.‏

ومن النافل القول إن فكرة التقديم قديمة ومنتشرة في العالمين العربي والغربي، ولكن العالم العربي يهوى بعض المبالغة في التقديم, في حين أن الكتب الأجنبية تحتوي بضع كلمات عن الكتاب وليس عن الكاتب.. والسؤال الأبرز هل تضيف تلك المقدمات والكلمات المعطّرة شيئاً للقارئ؟‏

النص الإبداعي لا يحتاج إلى مَن يكتب له مقدمة، وهو الذي يمكن أن يفرض نفسه على قرائه, فالإبداع يقدم نفسه بنفسه.. واللافت أن المقدمات تخلو من النقد نهائياً, ووحدها الإيجابية تفرض نفسها.. وهناك مَن يقولب الكلام والمجاملات التي تصلح لأن تتربع في أي كتاب !.‏

لاشك أن المقدمات التي تقدم شرحاً مبسطاً عن الكتاب ومحتواه.. فرصة جيدة للقارئ للاطلاع أكثر وأكثر لِما هدف له الكاتب, بيد أن الإكثار بالكلام والتنظيرات ووو قد تضّر بالكاتب نفسه, وخصوصاً إذا مااكتشف القارئ بعد القراءة أن هناك جزءاً كبيراً مما كُتب.. لاعلاقة له بالكتاب الذي يكتب فيه أو عنه.. والأكثر من هذا وذاك أن بعض الكتب تشعر وأنت تقرأ عن هذا الشاعر أو تلك الشاعرة أنك أمام نزار قباني أو نازك الملائكة أوسلمى الحفار أو مي زيادة أو.. وإلا لما كتب عنه فلان وفلان.. ولذلك هنا نسأل هل الثقافة إبداع حقيقي وتوازن ومعرفة صلبة أم باتت مجاملات وكلمات منمقة ؟‏

ammaralnameh@hotmial.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية