تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكريات في الفن ...استحضار التاريخ

فنون
الثلاثاء 24/1/2006م
عادل ابو شنب

درجت موضة استحضار الشخصيات التاريخية في أعمال قديمة, وقد أسهمت شخصيا في هذا الفعل, استحضرت شخصية الزير,

والشخصيات التي دارت في فلكه وشخصية وضاح اليمن وحبيبته روضة وزوجة الخليفة ( أم البنين) التي يقال إنها أحبته حتى إنني استحضرت شخصيات أهل الكهف في تمثيلية إذاعية مسلسلة كان يكفيني أن أطلع اطلاعا واسعا على كل ما يتعلق بالشخصية المستحضرة.‏

ثم اجلس لأكتب عنها مسلسلا إذاعيا أو تلفزيونيا مسقطاً الحالة التي كانت فيها الشخصية على أحوال معاصرة, حتى إنني لم أجد عن وضاح اليمن مصادر كثيرة فاستحضرت شخصيته معتمداً على بضعة أسطر في الأغاني!‏

لأنني عرفت بفن هذا الاستحضار صار المنتجون يكلفونني بالكتابة عن شخصيات يريدون استحضارها وإسقاط ما جرى لها على الأحداث المعاصرة, ومن هؤلاء الصديق العزيز نذير عقيل الذي جاء ذات مرة طالبا أن أكتب عن شخصية ابن تيمية.. الفقيه المتدين الذي له عدة كتب وفتاوى وقال لي: إن المملكة العربية السعودية تريد هذه الشخصية في عمل إذاعي.‏

تحمست لكتابته لكنني فوجئت بأن هذا الرجل جريء إلى أبعد حدود الجرأة.‏

وهو ذو فتاوى تصل إلى حد التعرض لمسائل راهنة.‏

وهذا قد يعرض العمل إلى تدخل الرقابة في البلد الذي ستنتج فيه المسلسلة التي سأكتبها عنه, لذلك تقدمت من الصديق العزيز نذير بالاعتذار عن المضي في الكتابة قائلا: إن الشخصية قد أفلتت مني ولم استطع الاحاطة بتفاصيل كثيرة تتعلق بها.‏

إن فن استحضار التاريخ والشخصيات التاريخية مشهود له بالضرب على وتر حساس لدى الجمهور, لكن اختيار التاريخ والشخصية هو نصف العمل, وهذا مالاحظته في مسلسل نزار قباني الذي استحضرت شخصيته في عمل تلفزيوني مسلسل, إن الوقوع في أخطاء رسم مثل هذه الشخصية يأتي من كون المؤلف لم يتابع تفاصيل حياتها بشكل يومي وهذا ما أربك نص نزار قباني وما كان سيربكني لو أنني استحضرت شخصية ابن تيمية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية