فيجمعهما قاسم مشترك اساسي وهو الموسيقا اللوحة بفضائها ذي البعدين وبياضها البسيط اللامتناهي المرعب المتحدي, والمنحوتة هذه الكتلة من البازلت او خشب الجوز التي تنتظر الخروج من عدمها المطلق. هو الذي سكنه هاجس الرسم منذ الطفولة والذي صار فيما بعد حاجة اساسية له, ويرى بأن الفن هو وسيلته لاعادة التوازن وسد الهوة بين الواقع اليومي والحلم ومحاولة للسمو باللحظة واسر الانفعال لاعطاء الزمان والمكان الاطار والمعنى.
-الشكل والمضمون عند الفنان جبيلي
تبدأ صياغة اللوحة عنده من الحلم او من احساس غامض ورغبة طاغية غير محددة بالرسم على قصاصات الورق لاقتناص لحظية الانفعال والحاجة الملحة للتعبير انها عملية تحويل الواقع الى ذكرى واخضاعها الى مختلف عمليات الاختزال والتلخيص واعادة التركيب يجد الفنان انه من الصعوبة بمكان انهاء لوحته لشعوره الدائم بأن هناك عدم تطابق وانزياحا بين بريق الحلم وصلابة المادة ولا طواعيتها, ويحاول على مستوى الشكل تأكيد حالتي الصراع والتوافق بين الخط المنحني والمستقيم فكلاهما يمثل الطبيعة المزدوجة في الكائن الانساني اذ يحملان سمات العقل والعاطفة.
المستقيم, التعامد, المربع الذي هو اصل التكعيبية, ,ومن خلال بناء الشخوص يتأكد هذا الصراع بين المنحني والمستقيم لينتج التوتر القلق للمساحات والخطوط ويشكل حالة السكون الذي يقف على حافة الانهيار. يولد اللون عند الفنان جبيلي مع الحلم ويمر بنفس التحولات بين القاتم والفاتح والحار والبارد ليخلق الانارة التي تصدر عن الاشكال مباشرة بفعل اشعاعها الذاتي وتأتي الظلال بما يخدم التشكيل .
-العلاقة بين اللوحة والنحت
ان اهم مشكلة تواجه الفنان هي الفراغ او الحيز او ارضية اللوحة التي تسكنها الاشكال والعناصر ذلك ان فراغ اللوحة محدد ومعين ضمن فضاء ذي بعدين انه فراغ وهمي يحدد ويعين المكان لمرة واحدة والى الابد فهو بحاجة الى طاقة كبيرة من الخيال ليقنعنا بعلاقته بالزمان اما المنحوتة فتستمد وجودها من الفراغ, تخلقه وتتحداه فهي تتبادل مع الفراغ لعبة السلب والايجاب لتعيد للزمان قيمته التشكيلية والتي تظهر حينما ندور حول العمل النحتي لنراه بمئات الوضعيات لذا فهو يشعر بحاجته الى النحت لاعادة ارتباطه بالطبيعة عبر المادة وهي بالنسبة له الطين او الخشب.
- هل ثمة تشابه في الأسلوب في أعمال جبيلي
للوهلة الاولى قد يتبادر الى ذهن المتفرج ان هناك تشابها في الاسلوب مع تكرار النقد الذاتي سنصل الى احادية الرؤية ومع غياب النقاد او ندرتهم يصبح الفنان مع ا لزمن لا يرى ولا يتفهم سوى عمله الشخصي وبالطريقة النرجسية, وهنا تصبح مهمة الناقد ان يضيف رؤية جديدة ويكشف ما غاب عن الفنان في غمرة انغماسه في الابداع .