تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حبر وورق

ثقافة
الخميس 5-1-2012
«موبي ديك» رواية جديدة صدرت عن دار أسامة للنشر تأليف هيرمان ميلفيل وترجمة محمد نمر المدني، تقع الرواية في 160 صفحة تقريباً وهي عبارة عن قصة حقيقية رواها أحد البحارة المشاهير منذ مطلع القرن التاسع عشر.

ولأنها كتبت في تلك الفترة ولأنها تؤرخ لفترة زمنية بعيدة عن عصرنا الحديث فهي رواية مميزة, ولابد من قراءتها للتعرف إلى العقلية الفكرية والدينية والعقائد الاجتماعية الأمريكية في تلك الحقبة التاريخية المهمة, فأمريكا اليوم هي نتيجة أمريكا تلك التي يصفها ميلفيل في روايته, ولابد للباحث السياسي من قراءة موبي ديك أيضاً, فمهما فهمت أمريكا والعقل السياسي الأمريكي المعاصر فإن معرفتك ستكون ناقصة للكثير من المعارف التي ستجدها في موبي ديك. هذه الرواية رغم أنها لا تتدخل بالسياسة ولا تعيش في المدينة ولا القرية الأمريكية فهي بحق وصمة على جبين أمريكا وسيكتشف القارئ عمق هذه الفكرة بعدما ينهي قراءتها. لقد اعتدنا أن نتابع الأحداث على سطح الأرض، في البيوت وعبر الطرقات لكن هذه الرواية تنقلك إلى عالم آخر هو البحر.. فيصبح البحر أرضاً يعيش عليها الناس ويصبح الحوت شيطاناً ملعوناً, فكل البشر يرتكزون على سطح البسيطة لكن هناك أشخاصاً نادرين جداً يرتكزون إلى بسيطة أخرى وهي سطح البحر.‏

في هذه الرواية يصبح البحر هو اليابسة فماذا تتوقع من أولئك الأشخاص الذين ظلوا في سفينتهم طوال أربع سنوات ؟‏

لقد أصبحوا يحاكون الحيتان, عاشوا مع الكائنات البحرية فأصبحوا جزءاً منها..‏

يروي ميلفيل الأحداث كما شهدها خلال تلك السنوات لكننا نستطيع أن نستنتج منها أشياء كثيرة، فقد اختلطت العقيدة الدينية عند أولئك بظروف البحر ومشكلاته وأهواله ورغم أن البحارة قد أتوا من عوالم مختلفة ومتباينة ورغم سلوكهم وعقائدهم وأفكارهم كانت متباينة, فقد استطاع البحر أن يوحدهم في النهاية فأصبحوا مشابهين في الرأي والفكر وحتى في الملامح.‏

< الفنان وفيق الزعيم إضافة إلى كونه ممثلاً لامعاً وكاتباً درامياً، خاض مؤخراً مجال الكتابة. فوضع كتاباً وثق فيه كلمات وعبارات اللهجة والأمثال الدمشقية حمل عنوان (طيب الكلام- بلهجة أهل الشام). وتميز الكتاب بشموليته. فقد ضم حتى الكلمات والعبارات المنسية. وقد وضع الفنان الزعيم الكتاب وفق الأساليب المعجمية، حيث اعتمد على الترتيب الأبجدي لحروف أوائل الكلمات. وضم الكتاب ملحقاً تضمن شروحات وافية للأمثال الشعبية الدمشقية التي وردت في متن الكتاب. وأشار إلى الأصول العربية الفصيحة لكثير من الكلمات والعبارات والأصول غير العربية الأخرى.‏

يقع الكتاب في خمسمئة وثلاث وثمانين صفحة من القطع الكبير وصدر عن دار الفكر بدمشق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية