تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نصر الله : عودة الأسرى احترام لكرامة الإنسان وانتصار لكل اللبنانيين... سليمان: صيانة الوحدة الوطنية وتحرير الأرض

دمشق
سانا رصد تلفزيوني
الصفحة الأولى
الخميس 3/7/2008
أكد السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله أنه منذ اللحظة الاولى لبدء المفاوضات مع اسرائيل حول عملية تبادل الاسرى كان الهم الانساني الذي يعني عودة الاسرى وكشف مصير المفقودين واعادة الاجساد الطاهرة الى تراب الوطن هو هدف حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية.

وأضاف السيد نصر الله في مؤتمر صحفي أمس نقلته قناة »المنار« إن عملية التبادل ستشمل اعادة كل الاسرى والمعتقلين اللبنانيين وفي مقدمتهم عميد الاسرى العرب واللبنانيين في السجون الاسرائيلية سمير القنطار وماهر كوراني وحسين سليمان وخضر زيدان ومحمد سرور وكل اجساد الشهداء الذين دخلوا من لبنان سواء كانوا لبنانيين ام فلسطينيين ام عربا وما زال العدو يحتفظ باجسادهم ورفاتهم خصوصا الذين فقدوا عام 1982 او قبله ولدينا لوائح بوجود شهداء من العام 1978 ويقدر عدد الشهداء بنحو المئتين.‏

واوضح السيد نصر الله أن المسؤول عن مرجعية هذه المفاوضات هو الامين العام للامم المتحدة الذي كلف مسؤولا المانيا لمتابعتها مشيرا الى ان الحكومة الالمانية بذلت جهدا خلال المفاوضات وفي بعض مراحل التعقيد الصعبة كانت تتدخل لمصلحة الوسيط الالماني لحل بعض العقد.‏

واكد السيد نصر الله أن مسؤولي حزب الله الذين كانوا يفاوضون حول عملية تبادل الاسرى هم أصحاب كفاءة عالية جدا وخبرة واخلاص وجدية ولديهم تجربة من خلال كل عمليات التبادل السابقة خصوصا مع الوسطاء الالمان الذين بذلوا أيضا جهدا كبيرا وعقدوا لقاءات مطولة لساعات.‏

واضاف السيد نصر الله انه في يوم التبادل سيتحدد مصير محمد فران »الصياد« الذي اختفى في الناقورة مع قاربه الذي وجد وفيه بقعة دماء بشكل قاطع ونهائي وبالنسبة الى بقية المفقودين تقرر أن تعطى معلومات عنهم واعتقد اننا سنتمكن من حسم عدد كبير من ملفات المفقودين.‏

وقال الامين العام لحزب الله نستطيع القول اننا انجزنا كامل المهمة وسنعيد كل الاسرى اللبنانيين وكل رفات الشهداء وجمعنا المعلومات ما امكن عن كل المفقودين واذا تم ذلك فهذا يعني اغلاق الملف بكامله.‏

واضاف السيد نصر الله انه سيوجه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة يتحدث فيها عن الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال ويخص بالذكر النساء والاطفال والمرضى والحالات الصعبة للمأسورين على غير وجه حق مشيرا الى ان الامم المتحدة والمجتمع الدولي لم يحركا ساكنا بهذا الخصوص وان الامين العام للامم المتحدة التزم بتحريك موضوع الاسرى العرب.‏

وقال السيد نصر الله نحن قبلنا بهذا الاتفاق ونعتبره انجازا كبيرا في الحد الادنى واعلن بشكل رسمي ان الاتفاق مقبول من طرفنا ومنجز ونسير بكل الترتيبات التنفيذية وتم الاتفاق على الآليات التنفيذية وبقي الجدول الزمني واعتقد أنه سيتقرر ذلك في اليومين المقبلين وخلال فترة اسبوع او اسبوعين سيكون الموضوع منجزا.‏

وقال نصرالله أبارك بهذه المناسبة للبنانيين جميعا هذا الانجاز والانتصار وأتمنى ان يعتبر كل اللبنانيين ان هذا الانجاز هو انجازهم ونصرهم ونحن لا نريد الاستفادة من هذا النصر في اي معادلة داخلية وأتمنى ان يقدر اللبنانيون أهمية هذا الانجاز لانه اذا أتمه الله يكون لبنان هو اول دولة عربية في الصراع العربي الاسرائيلي تنهي ملف الاسرى بعد أن انجز تحرير كامل التراب الوطني باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وان مصير المفقودين سيحسم بشكل نهائي.‏

وأشار السيد نصر الله الى أن كل ذلك حققته المقاومة اللبنانية دون مفاوضات وتنازلات وقيد وشرط وهذا انجاز وطني وقومي كبير جدا موضحا ان هذا الانتصار على العدو الاسرائيلي هو انتصار لكل المقاومة ولمشروعها ولكل حركات المقاومة في المنطقة والعالم العربي ولكل عربي ومسلم ولكل صاحب ضمير حر في هذا العالم ولكل من لديه مشاعر انسانية تتألم للمظلومين.‏

وقال الامين العام لحزب الله أتمنى أن تكون هذه المناسبة وطنية جامعة موحدة وفرصة للم الشمل وفرصة للقاء مجددا لانه في الحقيقة اذا استحضرنا هذا التاريخ النضالي والمقاوم الوطني للكثير من الجماعات والفصائل والاحزاب ستكون هذه فرصة عظيمة لتحقيق هذا الهدف.‏

واضاف السيد نصر الله انه امام قدسية وعظمة هذا الانجاز الذي صنعته دماء الشهداء اعلن وكذلك الاخوة في قيادة حزب الله انفتاحنا السياسي المطلق على اي لقاء او اجتماع سياسي تحت اي عنوان واي اطار اذا كان يساعد في لم الشمل وجمع الكلمة وترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الاهلي وتجاوز المرحلة السابقة في لبنان مع ما فيها من حساسيات واحقاد وضغائن والتباسات داعيا كل اللبنانيين للاحتفال بهذه المناسبة في عرس وطني حقيقي يجمع الجميع.‏

وفي رده على أسئلة الصحفيين قال السيد نصر الله إن همنا هو تحرير الارض وليس لدينا أي مشكلة والتجربة تقول ان الدبلوماسية لا تستطيع تحرير الارض لكن اذا كانت الدبلوماسية تحرر أرضا فنحن لا نمانع لان هذا الامر يوفر شهداء وتضحيات فهؤلاء الشهداء فلذات أكبادنا وليسوا مرتزقة جاؤوا من اماكن مقابل اجر مالي معين.‏

واضاف ان تحرير مزارع شبعا هو هدفنا واذا خرج الاسرائيليون في يوم من الايام سيكون يوما سعيدا جدا بالنسبة الينا وسنحتفل بذلك واقول انه اذا كان هناك احد في العالم يتحدث عن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا فلأن في لبنان مقاومة مسلحة ولولا هذا السلاح لن تعود مزارع شبعا او أي شبر من الارض اللبنانية.‏

وقال السيد نصر الله لا نمانع ان تخرج اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وتصبح تحت سيادة الامم المتحدة لكن لن نعتبر هذا الامر تحريرا كاملا وانما تحريرا منقوصا لان التحرير الكامل هو ان تعود الارض الى السيادة اللبنانية.‏

وحول خرائط الالغام اكد السيد نصر الله ان اسرائيل قدمت خرائط في وقت سابق على ان هذه الخرائط هي كل ما لديها لكن هذه الخرائط لم تكن كافية والآن الامم المتحدة هي المعنية بهذا الموضوع.‏

وقال السيد نصر الله انه ليس لدى حزب الله أي خشية من احد ونحن جاهزون لاي استراتيجية دفاعية مشتركة عن لبنان وتحرير الاسرى وحتى تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا واذا انجز ملف التحرير يبقى لدينا ملف ثان هو الدفاع عن لبنان ويجب على اللبنانيين مناقشته لان هناك خروقات وتهديدات اسرائيلية واطماعا اسرائيلية في المياه وهناك موضوع اللاجئين الفلسطينيين ومجموعة ملفات لا تزال عالقة بين لبنان واسرائيل وهذا يعني ان لبنان يبقى في دائرة التهديد ونحن كلبنانيين حكومة وشعبا يجب ان نعرف كيف ندافع عن بلدنا في مواجهة التهديد والاعتداء والاطماع فهذه هي الاستراتيجية الدفاعية التي اتحدث عنها ونحن جاهزون لمثل هذا النقاش وبالتالي اذا كان هناك منطق يقول انه يمكننا ان ندافع عن بلدنا بوسيلة اخرى وليس هناك داع للمقاومة ولا لسلاحها ليس لدينا مشكلة ونحن لم نقل يوما ان مقاومتنا أبدية واننا نتمسك بسلاحنا الى أبد الابدين وانما قلنا ان المقاومة بتشكيلها ومقاوميها وسلاحها يؤدون وظيفة وطنية واخلاقية وانسانية كبرى.‏

وطالب الامين العام لحزب الله بانتخابات نيابية مبكرة منتقدا محاولات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها.‏

من جهة اخرى انتقد السيد نصر الله قرار بريطانيا اعتبار الجناح المسلح لحزب الله منظمة ارهابية ووضعه على لائحة المنظمات الارهابية موضحا ان هذا القرار غير مفاجئ أبدا لانه صدر عن دولة مؤسسة للكيان الصهيوني صاحبة وعد بلفور وشريك رئيسي في اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وقيام دولة اسرائيل الغاصبة عليها.‏

واضاف السيد نصر الله ان قرار الحكومة البريطانية وكل القرارات التي تصدر عن المستعمرين والغزاة والمحتلين لفلسطين والعراق والمهيمنين على بلادنا وعلى خيراتنا بحق حركات المقاومة سواء في لبنان أم فلسطين أم العراق ام أي مكان من العالم نعتبرها شرفا ووساما على صدورنا وشهادة لنا أننا في الموقع الصحيح واننا مع شعوبنا وخياراتها ومصالحها.‏

وأوضح السيد نصر الله ان توقيت قرار الحكومة البريطانية هو توقيت مشبوه لان موضوع تبادل الاسرى يأخذ حيزا كبيرا ليس فقط في العالم العربي بل في الغرب ايضا وعملية التبادل تثبت مجددا وتقدم صورة حضارية وانسانية عن المقاومة في لبنان وعن احترام هذه المقاومة للانسان وقيمته وكرامته عندما ترفض ان يبقى احد من أبناء وطنها أسيرا في السجون وحتى عندما تصر على استعادة رفات الشهداء وكشف مصير المفقودين فهذا يعني ان هذه المقاومة لها قيمة انسانية راقية وقيمة حضارية عالية ومن أجل ذلك مطلوب في هذه اللحظة ان تصدر بريطانيا الراعي الاول والدائم للكيان الصهيوني هكذا قرار لتحاول ان تقدم صورة مختلفة عن ذلك.‏

واكد السيد نصر الله أن الايام والاشهر والسنوات المقبلة والعقود المقبلة ستشهد أن كل حملات التجني على المقاومة وخيارها والمقاومين ستذهب ادراج الرياح.‏

الى ذلك اكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان الانجاز الذي سيتحقق بعودة الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية خلال الايام المقبلة يضاف الى سلسلة الانتصارات التي حققتها المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي ويشكل انجازاً وطنياً للبنان ومقاومته, مشيراً الى ان وحدة اللبنانيين كانت وستبقى المرتكز الثابت لهذه الانجازات الوطنية والقومية.‏

وفي هذا السياق قالت الشخصيات الوطنية اللبنانية ان الافراج قريباً عن الاسرى هو انتصار لكل اللبنانيين مشيرة الى ان المقاومة عنصر قوة للبنان ونقطة انكسار للمشروع الاسرائيلي في المنطقة الذي لا يزال يضع لبنان ضمن دائرة استهدافاته الامنية والعسكرية.‏

في غضون ذلك اكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية ايريك شوفاليه ان حزب الله هو لاعب مهم في الحياة السياسية اللبنانية مشيراً الى ان موقف فرنسا من الحزب يتقرر بناء على افعاله وتصرفاته لافتاً الى ان حزب الله يتمتع بقاعدة اجتماعية كبيرة.‏

فقد بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا التطورات السياسية الراهنة والتفاصيل المتعلقة بعملية تبادل الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.‏

وأكد الرئيس سليمان ان الانجاز الذي سيتحقق بعودة الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية خلال الايام المقبلة يضاف إلى سلسلة الانتصارات التي حققتها المقاومة في مواجهتها للعدو الاسرائيلي.‏

وأكد الرئيس اللبناني أن وحدة اللبنانيين كانت وستبقى المرتكز الثابت لهذه الانجازات الوطنية والقومية لافتا إلى ان هذه الوحدة يجب ان تبقى مصونة لاستكمال تحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.‏

بدوره قال الخليل بعد اللقاء انه تم التوافق على ضرورة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتواصل المباشر بين الفرقاء اللبنانيين.‏

الى ذلك قالت شخصيات وطنية لبنانية ان عودة الاسرى تشكل انتصاراً يضاف الى انتصارات المقاومة مشيرة إلى أن ذلك يمثل هزيمة لسياسة الغطرسة والهمجية ضد لبنان في حرب تموز .2006‏

واضافت ان اقرار صفقة تبادل الاسرى سيكون دافعاً لمزيد من تكريس الوحدة الوطنية باعتبار ان انجاز المقاومة هو ملك عموم اللبنانيين لافتة الى ان نهج التمسك بالحقوق هو نهج كفيل بتحقيق الغايات ودعت هذه الشخصيات جميع القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها الى التجاوب مع هدية حزب الله معتبرة عودة الاسرى مناسبة لتلاقي الجميع تحت سقف الثوابت الوطنية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية