فوق تلك التلال التي تستحمّ بماء بحيرة سدّ الباسل، وتتخذ من أشجار البلوط والسنديان مظلةً لها في الصيف زيّن البطل علي حسن أحمد ناظريه، ومن طهر ذلك التراب الغالي رضع حبّ الوطن وكان يعلم قبل شهادته بأيام أن موعد عرسه اقترب فطلب من أهله أن يجهّزوا له لوازم الفرح والزفّة.
كبرياء أبيه، ورقّة مشاعر أمّه وأختيه التقيا عند حقيقة واحدة وهي أن الوطن أغلى من كلّ شيء متجرّعين مرارة الفراق لكن الفخر بعريسهم أكبر من الحزن.
وأجمع ذوو الشهيد علي حسن أحمد أن سورية أقوى من كل المؤامرات وأن الأرض التي تُروى بدماء أبنائها لا يستطيع أي مارق أن يسرق طهرها وستبقى عزيزة مدى الدهر.
وقال والد الشهيد: الحمد لله أننا ساهمنا بدفع جزء من فاتورة الوطن، الحمد لله الذي شرّفنا بشهادة ابننا، فشهادته وسام شرف لنا جميعاً وكلنا رهن نداء الوطن.
وأضاف والد الشهيد: سورية أمنّا جميعاً، والمؤامرة التي تتعرض لها كبيرة جداً وقد نذرنا الروح والولد من أجلها وقد قضى ابننا في مواجهة المجموعات الإرهابية التي تحاول سرقة الأمن والأمان وتشوّه وجه سورية الغالية، ولديَ ولدٌ آخر يؤدي خدمة العلم أيضاً وأنا وهو مشاريع شهادة إن نادى الوطن .
وختم بالقول: حزننا على فراق علي كبير جداً ولكننا فخورون بشهادته وإن شاء الله ستخرج سورية من هذه الأزمة قوية منتصرة بحكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد والرحمة والخلود لكل شهداء الوطن.
والدة الشهيد قالت وهي تمسح دموع الكبرياء: ابني علي كان غالياً على قلبي كثيراً لكن سورية أغلى، كلّ نسوة القرية قدمن التهنئة لي بشهادته وأنا أرفع رأسي به لأنه مات بطلاً وهو يواجه المجرمين الذين يحاولون تخريب البلد.
وأوضحت قبل عشرة أيام من استشهاده رأيته لآخر مرّة، يوم استشهاده اتصل معنا وقال لنا إنه اشتاق لأخيه محمد الذي يؤدي هو الآخر خدمة العلم وقضينا وقتاً طويلاً ونحن نتكلم عنه، كنّا نشعر أن موعد عرسه قد اقترب، رحمه الله ورحم كل شهداء سورية، ونرفع رأسنا به وقد قدمناه قرباناً للوطن ومستعدون لتقديم شقيقه الآخر فداء لسورية وللسيد الرئيس بشار الأسد وإن شاء الله سنتخلص من هذه العصابات بأقرب وقت.
أخت الشهيد أروى التي بكت شقيقها دمعة عزيزة قالت: عرسه كان كبيراً، كان عرساً للوطن، الكلّ شارك بالعرس والكلّ هنأنا على شهادته.
اخته الصغرى هديل قالت وهي تتمنى لو أن أخيها الشهيد أمامها: علي كان بطلاً، كنت أحبه كثيراً والآن أفتخر به كثيراً لأنه استشهد دفاعاً عن سورية الحبيبة.
عمّ الشهيد علي أحمد قال: الحمد لله الذي أكرمنا بشهادة علي فالشهادة قيمة القيم والوطن بحاجة لكل أبنائه وعندما ينادي أي شخص منّا عليه أن يلبّي، والوطن لا يبقى عزيزاً إلا إذا كان أبناؤه مستعدين للتضحية في سبيله ولكنا نرخص الروح من أجله.
والشهيد البطل علي حسن أحمد من مواليد قرية ضهر بشير عام 1991 استشهد وهو يؤدي خدمة العلم في مدينة حمص يوم الجمعة 24/2/2012، عازب ، وهو من طبقة كادحة مؤمنة بالوطن وبالتضحية من أجله.