الى عالم العلم والثقافة الذي لا حدود له والذي من شأنه ان يحوله الى إنسان موهوب ومبدع ، ومن هنا فانه يتوجب على الأهل وخاصة الأم ان تبدأ بقراءة القصص لطفلها قبل نومه ، ذلك أن الأطفال عموما يحبون قراءة القصص والكتب التي تتميز بالمتعة والقدرة على جذب الانتباه وخاصة تلك التي تحوي الرسومات والألوان .
موجهة ومناسبة ..
كما آن أفضل الكتب والقصص التي تجعل الطفل يحلق في سماء المطالعة ومهتما بشراء المزيد منها لاغناء مكتبته الصغيرة هي أن تكون موجهة وتناسب عمره وتحمل اسمه ان وجدت او أن يكون أبطالها في سن مماثلة ما يجعل الطفل يهتم بقراءتها بحرص شديد ليعرف ماذا سيحدث مع أبطالها .
ويؤكد بعض الباحثين أن من الأمور المهمة التي تجعل الطفل ينجذب الى الكتاب هي إشعاره بان هذا الكتاب ملكا له وخاص به وإعطاءه الوقت الكافي للتعبير عما سمعه او شاهده وان يحكيه لأصدقائه وزملائه في المدرسة كما يمكن تعويد الطفل او فتح الباب أمامه لكي يقوم بقص بعض الصور من المجلات والصحف ويلصقها على دفتر كبير ويكتب تحت كل صورة قصتها وعندئذ يكون قد وضع قدمه على أول طريق المثقف الصغير كما يجب على الأهل تعليم ابنهم على الصبر والمثابرة على المطالعة والقراءة من اجل تنمية قدراته العقلية والذهنية لكي يتحرر من خيال الطفولة الذي لا غنى عنه شيئا فشيئا، فالمطالعة والقراءة بالنسبة له عبارة عن تفكير استدلالي يحتاج الى بذل التركيز لاستخلاص استنتاجات وتكوين أحكام وتفسيرات وخلق أفكار جديدة وهذا هو نتاج القراءة الهادفة التي نريدها لأطفالنا .
توفير البيئة المناسبة ..
ولا يمكن خلق طفل يحب الكتاب إلا بتأمين بيئة مناسبة له من خلال الاهتمام والحب والحنان من قبل الأهل فالطفل بحاجة الى تلك المشاعر كما هو بحاجة الى الطعام والشراب لان ذلك من شأنه أن يساعده على التقرب أكثر من الكتاب والكلمات والحروف التي يجب أن تقدم له على طبق من الحنان والعطف والحب، ونود أن نشير هنا الى أن الطفل يمكن له أن يتبع أي شيء متحرك سواء كانت صورة او ما يشابهها من عمر الساعتين كما أن بمقدور الأطفال الرضع أن يستمتعوا بتحريك الأشياء حولهم والنظر الى الألوان الملفتة ما يعني أن الطفل لديه قدرة عالية على التعلم والاستمتاع بمن حوله منذ الصغر.
مكتبة صغيرة ..
ومن الامور الهامة التي تحبب الطفل بالقراءة تشجيعه على تكوين مكتبة صغيرة خاصة به في غرفته تضم الكتب الملونة ، والقصص الجذابة ، والمجلات المشوقة ، كما يجب اصطحابه للمكتبات وترك الحرية له لاختيار قصصه وكتبه المفضلة وعدم إجباره على شراء قصص أو كتب معينة، فمهمة الام او الأب تنحصر هنا الاستشارة والرقابة عن بعد لان هذا من شأنه ان يجعل الطفل يعيش في جو قرائي متميز وجميل، ويشعره بأهمية القراءة والكتاب، وبالتالي تنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال.
التدرج معه في القراءة ..
ولكي نغرس حب القراءة في نفوس اطفالنا ينبغي التدرج معهم في القراءة حيث نبدأ معهم بكتاب مصور فقط، ثم بكتاب مصور تحوي صفحاته صورة وكلمة واحدة فقط ، ثم كتاب مصور يكون في صفحته الواحدة صورة و كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في صفحته الواحدة سطر وهكذا ، كما ينبغي مراعاة رغبات الطفل واحتياجاته القرائية، وكذلك اختيار المكان الجيد والمشجع على القراءة في البيت من حيث توفر الإنارة المناسبة والراحة الكاملة .
اقرئي لطفلك ..
ومن الأساليب التي تساعد على غرس حب القراءة في نفوس اطفالنا هي ان يقوم الاب او الام بتخصيص وقت يقرؤون فيه لطفلهم القصص المشوقة والجذابة حتى ولو كان طفلهم يعرف القراءة ، كما يتوجب عليهم قراءة الكتاب أو القصة التي يرغب بها طفلهم ، حتى ولو كانت تافهة ، أو مكررة، لان مقاييسهم للاشياء تختلف عن الكبار ، كما ينبغي القراءة بطريقة معبرة وتمثيل المعنى، وجعلها نوعاً من المتعة، وكذلك استعمال أصوات مختلفة، وجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة .
ومن الأمور المهمة أيضا مناقشة الأهل لأطفالهم فيما قرؤوه وطرح الأسئلة عليهم ، ومحاورتهم بشكل مبسط ، وكذلك استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محباً للقراءة، كاستغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل وكذلك عندما ينجح أو يتفوق في دراسته ، وكذلك استغلال الرحلات والنزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، حيث يمكن إعطاء الطفل قصصاً عن الحيوانات ومحاورته فيها، وما هي الحيوانات التي يحبها
كما ينبغي استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة ذلك أن للأطفال هوايات يحبونها، كحب الألعاب الإلكترونية، و تركيب وفك بعض الألعاب، وقيادة الدراجة والرسم،و الحاسوب وكرة القدم، وغيرها من الألعاب مايوجب توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وهو الأمر الذي سيدفعهم إلى قراءتها .