تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تليـــــــراديـــــــو

فضائيات
الأربعاء 29-2-2012
باسم سليمان

هجين, يعتذر بهدوء, عن التجنيس, مرئي وغير مرئي, مسموع وغير مسموع, تمتلك الأذن فيه حق الراحة , كذلك العين, فالصوت والصورة فيه متكاملان وأيضاً منفصلان بكل ود, يزيد بصفاته عن الراديو,

إنّه صاحب صورة وينقص عن التلفزيون إنّ صورته ثابتة, قد تكون صورة لشخص مشهور أو عادي,أو لوحة دعائية إعلانية, أو صورة لمنظر طبيعي وغير ذلك ولكنه يتفق مع التلفزيون بشريط أو شريطين من الأخبار والمعلومات وآخر للمشاهدين, متحركين, تستطيع العين متابعتهما بصمت أو بصوت تستمع الأذن للأغاني ونشرات الأخبار أو اللقاءات وتتابع العين أو لا تتابع.‏

حل وسط, له شعبيته الكبيرة بين الجمهور, أخذ موقعه دون تردد, وزاد في قوته كلفته البسيطة مع ما يتطلبه التلفزيون من تكلفات عالية في ظل منافسة يشهدها البث التلفزيوني تقوده لسباق يوقعه في أخطار كثيرة منها عدم التريث في بث الخبر وإعلاء شأن الصورة المتحركة على المضمون وكأنها وحدها كافية لقول كل شيء واختصار الوجود وهي بهذا المنحى تعمل عمل نهر المعلومات على النت بحيث تدافع المشاهد/ المعلومات, يجعل المتلقي قليل التفكير كثير الانفعال, فيصبح كمن يركب باصاً كثيراً ما تفوته المشاهد ولا يتحصل من طريقه غير الوصول للمحطة في حين السائر على قدميه, يعرف حيثيات الطريق ومشهدياته, فيرتبط بها وهذا ما يفعله التلفزيون الراديوي أو تليراديو*, إنْ صحت التسمية.‏

يمتاز عن الراديو بأنّه أكثر من منفذ للتواصل, فهناك الصورة والشريط المتحرك ولكن هذه الميزة لها سلبيتها التي تكاد, تشبه صورة التلفزيون المتحركة التي تأخذ بمجموع الحواس لكن هنا يستطيع المشاهد الاختيار, فإما, يستمتع بالصوت أو بالصورة أو بشريط المعلومات المتحرك وإن كان لابد من الذكر, إن هناك زحمة في ما يعرض على شاشته, يجب أن ينتبه لها من يقومون على هكذا تلفزيون, تشوش التركيز.‏

يجد هذا النوع من البث التلفزيوني, جذره بصفحة النت لموقع ما, حيث تقدم الصفحات خيارات عديدة ما عليك إلا التجول, بينها ويمهد بشكل فعال لتعود المتلقي للتلفزيون الكامل «ملتي ميديا» حيث تختصر الشاشة كل شاشات البيت وأجهزته الصوتية, بما فيها شاشة الكومبيوتر ونضيف أنه يقيم لذاته مواقع الكترونية تفاعلية سواء كموقع رسمي أو صفحات التواصل الاجتماعي, التي تحقق صلة مباشرة لا تتاح للتلفزيون بشكله المتعارف عليه وإن كان التلفزيون يقيم ذات المواقع والصفحات لكن صفته المتحركة والمسجلة سابقاً تمنع الحرية المتاحة للتلفزيون الراديوي عنه.‏

إنّه شكل جديد لن تدوم طويلاً جدته ولكن له وجوده المعترف به وظهور أنماط جديدة من الميديا لن يؤثر عليه كما حدث للراديو الذي خالف توقعات اندثاره وظلّ موجوداً وبل يتطور باستمرار منافساً من أطاحه عن عرش الاتصال أي التلفزيون.‏

Bassem-sso@windowslive.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية