تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عمالقة الأطفال..... ضحايا قبل أن يكونوا أي شيء آخر!!

مجتمع
الثلاثاء 17/1/2006م
محمد عكروش

تتعدد النماذج وتتزاحم الصور المتراكبة في هذا المجال.

> الفتى أيمن بعشرة أعوام كبرت أحلامه كما كبرت شخصيته حيث قال : أحلم بأن أصبح طبيباً وأودع هذه الأرصفة التي اتخذها في بعض الأحيان سريراً ويضيف إن معاناتي في النظرات المصوبة نحوي من الأطفال فهم يحتقروني بالرغم من أني الأفضل فهم يلعبون في الوقت الذي أعمل وأخوتي فيه.‏

> أما الطفل مروان 12 سنة : أعطوني مالاً لأتغذى, وسأتوقف حالاً عن هذا العمل.. وتكفي نظرة واحدة إلى مروان لتدرك أي معاناة يعيشها بثيابه الرثة ووجهه المليء بالندوب , والذي كان سرده واقعياً عندما طلبنا منه أن يتوقف عن عمله لكن ما باليد حيلة.‏

> أما حسن في الحادية عشرة من عمره فيقول صحيح أني أعمل منذ خمس سنوات سابقة ولكني أحلم باليوم الذي أستريح فيه كبقية الأولاد ولا أضطر إلى العمل.‏

> وهذا الطفل حسام 13 سنة إذا لم أعد للبيت في آخر اليوم بمبلغ ما فإن أبي سيقتلني ضرباً, لذا لا أستطيع الرجوع إلى البيت إلا بعد الحصول على المبلغ حيث أضطر للعمل في عدة مهن في اليوم الواحد.‏

مشكلة وضع الحلول‏

لهذا أطفال الشوارع لا نعتبرهم ظاهرة بل مشكلة لابد من وضع حلول لها فهؤلاء الصغار انتهكت طفولتهم .. فماذا نتوقع من هؤلاء الأطفال الذين تربوا في الشوارع. توجهنا بالحوار إلى الأستاذ أنس حبيب مسؤول المشاريع في جمعية تنظيم الأسرة السورية .‏

> ما تشخيصكم لظاهرة عمالة الأطفال?‏

>> إنهم أطفال أجبرتهم الظروف فتخلوا عن طفولتهم سعياً وراء لقمة العيش, مارسوا أعمال الكبار بشروط السوق حتى أصبحوا بحق أطفال شقاء وحرمان.فلم يعرفوا عن طفولتهم المدللة شيئاً فلا أحد يرحم طفولتهم أو يشفق عليهم, كما لم تسعفهم ظروف البيت في توفير عالم تحيا فيه البراءة, كما لم تلتفت المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية إلى معاناتهم إلا في المناسبات والندوات والمؤتمرات وعلى الرغم من مدى قسوة الظاهرة فيرى البعض أن التحديد يقتصر على من يعمل من الأطفال نظير أجر بينما يرى البعض الآخر أنه يشمل من يعمل داخل نطاق الأسرة من دون أجر.‏

تعدد الأسباب‏

> ما أسباب وتأثيرات عمالة الأطفال?‏

>> لابد من النظر بعين الاعتبار إلى أن عمالة الأطفال ليست بسبب العامل الاقتصادي الحاسم فحسب وإنما هناك قضايا ثانوية أخرى منها الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها الطفل ومستوى وعي الأسرة الثقافي, ونظرة الأسرة للطفل على أنه قيمة اقتصادية لا إنسانية.‏

> ماهي أسباب عمالة الأطفال?‏

>> يلعب المستوى الثقافي للأسرة الدور في ذلك فهي غير معروفة, كذلك الفقر فالأطفال يرغبون بمساعدة أسرهم لعجز الأهل عن الانفاق ولا ننسى غياب دور المتابعة الجدية من المؤسسات لظاهرة تسرب الأطفال في التعليم الالزامي والنقص بمعرفة القوانين الخاصة بعمالة الأطفال هذه بعض الأسباب التي يجب أن نقف عندها.‏

> ما التأثيرات السلبية لعمالة الأطفال?‏

>> هناك أربعة جوانب أساسية يتأثر بها الطفل الذي يستغل اقتصادياً بالعمل الذي يقوم به:‏

1- التطور والنمو الجسدي حيث تتأثر صحة الطفل من ناحية التناسق العضوي والقوة والسمع وذلك نتيجة الجروح أو نزف أو خنق.‏

2- كما يتأثر التطور المعرفي للطفل حينما يترك المدرسة ويتوجه للعمل فقدراته وتطوره يؤدي إلى الانخفاض بقدراته على القراءة والكتابة.‏

3- تأثره بالتطور العاطفي فيفقد احترامه لذاته وارتباطه الأسري وتقبله للآخرين لما يتعرض له من عنف صاحب العمل.‏

4- التأثير الأكبر للمنظور الاجتماعي الأخلاقي للطفل ما يشعره بالانتماء للجماعة والقدرة على التعاون مع الآخرين والقدرة على التمييز بين الصحيح والخاطئ وكتمان ما يحصل له فيصبح كالعبد لدى صاحب العمل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية