تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دروس الأعياد.. توق إلى الاستهلاك.. و القدرة الشرائية حائط !!

اقتصاديات
الثلاثاء 17/1/2006م
قاسم بريدي

أكثر ما يطرحه العيد هو دوران عجلة الأسواق فالجميع سيضاعف جهوده لانتهاز هذه الفرصة في مهنته أو حرفته الخدمية أو الإنتاجية...

وعندما يزداد الطلب وتكثر العروض فإن ذلك يجعل الأسواق تصل إلى ذروتها.. وتحقق توازنا..‏

غير أن السؤال.. هل باتت تقاليد الأسواق بعد كل هذه التطورات الداخلية والخارجية.. تنسجم مع طبيعة الأعياد في بلادنا وظروفها.. أم أنها لا تزال عفوية وغير منظمة..?!‏

بالأصل.. فإن معادلة الأسواق واضحة, تكثر العروض.. فيقل الطلب.. فترخص الأسعار .. ليزداد بعد ذلك الطلب.. فيعود التوازن.. و هكذا.. دواليك..‏

أما المشكلة. فهي عندما تزداد العروض وترخص الأسعار ولا يوجد طلب, عندها يصبح الركود أمراً واقعاً لامحال...‏

و(الطلب) .. هنا يتعلق بما اصطلح على تسميته (القوة الشرائىة) للمواطن أو للأسرة.. وهنا يأتي دور الدولة لتعمل على إحلال التوازن باستمرار بين نفقات الأسرة ودخلها.. وبالتالي فإن دعم القدرة الشرائية للأسرة يعني زيادة الطلب على الحاجات الأساسية وحتى غير الأساسية, لأنه لم يعد هناك حدود بين الكماليات والأساسيات لأنها تتغير.. ويبقى سلم بالأولويات..‏

ودعم القدرة الشرائية هو المحرك للأسواق.. وبالنتيجة للاقتصاد الوطني ككل.. لتدور الدورة الاقتصادية على مدار العام دون توقف.. ومن هنا فإن دراسة دخل الأسرة و نفقاتها وما يقابلها من دراسة لمعدل ارتفاع الأسعار وبشكل متحرك .. هما الدليل الصحيح لهذه الدورة كي نضع الحصان أمام العربة...‏

وبين هاتين الدراستين الغائبتين حالياً.. فإن تفاصيل العمل الحكومي تبدو كثيرة وعلى عدة جبهات.. منها جبهة لتحسين مردود الإنتاج والتمييز بين المنتج الحقيقي والطفيلي الذي يعيش على حساب غيره.. وجبهة أخرى لضبط مراقبة الأسعار والنوعيات لكافة السلع والخدمات وذلك من خلال هيئات علمية محايدة تجري دراسات بين الكلف الحقيقية للسلع والأسعار المعلن عنها.‏

والمهم.. في نهاية الأمر أن نعرف مجتمعنا ونعرف أسواقنا بشكل معمق صادق ودقيق.. وتؤكد الأعياد أن مجتمعنا لديه الرغبة الدائمة في توسيع سلة استهلاكه وخدماته وتنويعها..‏

لكنه يصطدم بالقدرة الشرائىة وغياب ضوابط للأسواق..‏

والأعياد بالذات هي المحك لكل هذا وذاك لنكتشف أن الناس لديهم عواطف ورغبات ويستطيعون أن يضحوا ببعض حاجاتهم ومدخراتهم لتستمر فرحة الأعياد..‏

ماذا لو امتنع بعض ضعاف النفوس عن الغش أو رفع الأسعار في الأعياد.. الأكيد أن محصلة الأرباح لهؤلاء ستكون هي ذاتها لأن المبيعات ستزداد والثقة ستكبر..‏

وماذا لو كانت القدرة الشرائية للناس أكثر واستمرت كما بدت أيام الأعياد.. إنهم سيستمرون بالحماس نفسه للشراء وتلبية حاجاتهم دون توقف.‏

وبالنتيجة.. فإننا إذا درسنا الواقع خلال فترة ما قبل العيد.. وحجم الأعمال التي رافقتها ورأس المال المستخدم واليد العاملة..‏

وقارنا ذلك مع فترة العيد ومع فترة ما بعد العيد المعايير نفسها والمؤشرات... لعرفنا كيف يمكن أن نلبي حاجات الناس على مدار العام وبشكل متوازن مع مدخولاتهم المفترضة..‏

وكذلك نعرف تطور أنماط استهلاك المجتمع بشكل أكثر تعمقاً بعيداً عن الأمور الطارئة في حياتهم من أعياد وغيرها...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية