تــــــــــدمر.. الذاكرة المتوجّه بالدهشه
ملحق ثقافي الثلاثاء 17 /1/2006 حسين عبد الكريم المدينةُ الممسكةُ بيدَي البقاء،والحضورِ المتلاقي مع بروقِ الزمن ..
تدمرُ مفردات الذاكرة في كتاب الحاضر، ترتِّب «هندامها» الأعمدةُ والأبوابُ والعتبات،المفضية الى وقت حضاريٍّ،بنى ميراثَه ازدهارُ الحلم المتحفّز للحكمة وعماراتِ العقل، وسخاء الحواس المتعلمِّة دروس الضوءِ والملاحظه. لاتخفي مقولات إدهاشها،وتمتمات المكان المحتفظ بأفعالِ الإنسان وإبداعاته، على امتداد الزمن العربي الحضاري.. واحاتٌ كطفلاتِ مطرٍ وخصوبةٍ متخاصرةٍ مع قيّومِ الغيمِ، تهيم على وجهها.. والبقيةُ الباقية من ابتكارات الأيدي،تعبِّر عن شغفٍ مسهبٍ، بين الحياة والإنسان.
الخيطانُ المنسوجةُ،والقصبُ المحتكِمُ إلى صياغاتِ الأيدي،والقشِّيَّاتُ المؤتلفةُ مع سعادة الإنسان وبساطته، كأسيجةٍ تحدُّ البالَ من جهات مسرّاته،ولانراه يستغني عنها أو يعاديها، رغم كثافة أمطار الأُبّهات العصريةِ المتعاديةِ مع الإنسياب الإنساني،وتجلياته في الشجر والحجر،
والطبيعة والبشر،والصحو والمطر.. كأن مقولات الأيدي الطيِّبة والحياة البكر نغمات تعزف، بكلِّ المحبّةِ على وتر البال واهتماماته،و مساعي الإنسان لامتلاك حاجاته،وتأكيد عيشه وبقائه..
|