أصبحت العطلة الصيفية كابوساً ،عبئاً ثقيلاً على الأهل ،وكثرت الهواجس عن كيفية قضاء أوقاتها ،وهرباً من ضغوطها وضبوطها ...وتهرباً من مسؤولية الأهل لتوظيفها لإعادة تفعيل طاقات أبنائهم ،يحولونها إلى فترة دراسية وخصوصاً من كان يتحضر من أبنائهم للشهادة الإعدادية أو الثانوية .
ارتفاع الأسعار الجنوني أخذ معه حاجة أولادنا العقلية والنفسية والجسدية ،وأغلق كل قنوات تصريف طاقاتهم ،بالنوم البطر ،والوقوف على شرفات المنازل والتسكع في الشوارع .
ارتفاع الأسعار الجنوني أحبط كل مخططات الأسرة للمشاريع الترفيهية والصيفية لاستثمار مدروس لفراغ الإجازة،وأولها إمكانية الانتساب لناد صيفي رسم تسجيله مرتبط برسم جيوبنا التي تعلن خواءها وعجزها أمام أجور النقل ومصاريف التسجيل والمصروف الشخصي .
مشكلة الصيف الكبرى ..أولادنا والعطلة الصيفية لتجنيد الوقت وتجنب عادات سيئة ،بحاجة إلى مشروع وطني متكامل وشامل للتأهيل والتدريب والترفيه والمتعة ولتحفيز الطاقات واستعادة الحيوية وتجديد النشاط وشحذ الهمم لانجاز الأهداف والطموحات .
نراهن على الأسرة السورية ركناً أساسيا في هذا المشروع وأهم مؤسسة تربوية ..أنعشت عادات ،وابتكرت حلولاً وأبدعت في الأزمة ..صبرت وصمدت وتحدت لتحافظ على بيتها الصغير والكبير.