تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دراما.. شــارات الأعمـال الدراميــة.. قيمــة فنيــة مضافــة

ثقافة
الأربعاء 22-6-2016
لميس علي

تكثيف جماليات تمنحك إحساساً مضاعفاً بما سيقدّم لك درامياً.. وظيفة تؤدّيها بحرفية ومهنية عالية بعض شارات المسلسلات.. غناءً.. كلاماً.. ولحناً.

كيف لنا أن نلخص هالات من الحب والجمال والإبداع، تقطر من تلك الأغاني التي اِختيرت مقدمات لأعمال درامية..؟‏

ما الأحاسيس التي من المفترض أن توفّرها لنا أغنية مثل «أنا وياك» خاتمة مسلسل (نبتدي منين الحكاية) غناء سوزانا جمعة، ألحان آري جان سرحان..؟‏

وما حالات الغنى الداخلي التي تخلقها أغنية «قلبي علينا»، شارة البداية في عمل (الندم) بأداء مشترك بين إياد ريماوي وكارمن تكمه جي..؟‏

ما الخدعة الفنية الأبهى التي تحيطنا بها.. فتسرق بسحرها أسماعنا..؟‏

من الواضح أن صلة الربط بين العمل ومتابعيه تكون أولى مهمات تلك الأغاني.. وكأنما تأتي نوعاً من التوطئة لفكرة المسلسل.. فنتواطأ معها حتى ضد العمل نفسه..‏

حينها من الجائز أن نغرم بتلك الكلمات والألحان أكثر من العمل بحدّ ذاته.‏

تمتلك هذه الأغاني كبرى مقومات النجاح سواء جاءت مع المسلسل أو كانت مستقلةً عنه.. إلا أن ورودها في سياقه يمنحها عامل نجاح أول لكنه ليس الوحيد والأكيد.. لاسيما أنها ترتبط عندئذٍ بنجاحه ومدى قدرته على جذب المتلقي.. أم تُراها هي «الأغنية» ماشكّلت بوابةً للشد والجذب..؟‏

ربما اختلفنا كثيراً أو قليلاً على سوية الكثير مما يقدّم درامياً إلا أن واحدة من أقوى ميزات الأعمال الدرامية، في السنوات الأخيرة، كونها فرصة حقيقية لإظهار مهارات فنية إضافية غير التمثيل، مثل لفت الانتباه إلى طاقات صوتية شابة وكذا موسيقية لافتة..‏

منهم: «الريماوي» الذي يتصدّر اسمه الكثير من الأعمال في مجال التأليف الموسيقي.. وأيضاً «آري جان سرحان».. عدا عن أصوات مميزة مثل: بسمة جبر التي أدّت أغنية البداية لمسلسل «نبتدي منين الحكاية».. وأسماء أخرى كثيرة تصدح أصواتها عالياً في شارات المسلسلات.‏

المفارقة.. في القيمة الفنية العالية التي يقدّمها ويمتلكها هؤلاء الذين لم يحتاجوا إلى تسويق كبريات الفضائيات العربية وبرامج مسابقاتها الصارخة بمواهب يتم تصنيعها كتجارة رابحة لا أكثر.‏

ولأنهم يمتلكون المقدرة الفنية الأصيلة لهم بصمتهم الخاصة.. ولهم كل القدرة على فرض وجودهم حتى بين مشاهير الأصوات التي بدأت في السنوات القليلة الماضية دخول مجال غناء شارات الأعمال الدرامية.‏

لشريط (اليوتيوب) كل المفاجآت الجميلة مع مجموعة أغان تُحال إلى فيديوهات منفذة بإخراج يقاربها من طريقة الفيديو كليب.. كما الحاصل مع أغنية (قلبي علينا) شارة البداية لمسلسل «الندم».. وتُنسج بفنية تجمع ما بين بطلي الأداء الصوتي وبطلي القصة الدرامية التي عرض لها العمل.‏

من الجائز وصول هذه الأغاني لحال من الاستقلالية المباحة عن العمل الأصل الذي كان سبباً لوجودها الأول.. ومن الجميل أن يُنشئ ذووها مساحة لعبهم الفنية الخاصة.. كنوع من الاختصاص الفني الموسيقي الذي يرفد الدراما ويكون عنصراً داعماً لا لاحقاً.‏

lamisali25@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية