يتشتت معها الانتباه وتضيع فيها البوصلة ويُشل الوقت بشكل كامل، حيث يحافظ الأميركي على أبواب الابتزاز التي لا يزال يمتلك مفاتيحها مشرعة على مصراعيها حتى يستكمل مسلسل ابتزازه واستنزافه لجميع الأطراف بمن فيهم حلفاؤه وأدواته.
المعطيات المتواترة من مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والتي إذا ما أضيف إليها ارتدادات السياسة الأميركية على المشهد الدولي والإقليمي برمته، تؤكد أن السلوك الأميركي لن يتغير خلال الفترة القادمة حتى لو تغير الرئيس الأميركي، وسيحافظ بالتالي على رتمه و زخمه لجهة الصخب والضجيج والمراوغة والرقص على كل الحبال، الامر الذي ينسف معه كل احتمالات التفاؤل بتغيير حقيقي وجاد في الموقف الأميركي يحاكي ويواكب المتغيرات والتطورات النوعية على الأرض.
بغض النظر عن كل التوقعات والاحتمالات فإن المشروع الأميركي بالمنطقة في مأزق حقيقي بعد فشل حلفاء الأميركي وأدواته في تنفيذ الموكل إليهم نتيجة عجزهم من جهة، وبسبب اصطدامهم بالصمود الأسطوري للدولة السورية بكافة مؤسساتها، وهذا مؤشر واضح على مزيد من التصعيد والتسعير الذي ربما يبلغ أوجه مع الإدارة الأميركية المقبلة حيث بدأت أموال النفط تغزوها وتتدفق إليها بغزارة شديدة عبر الكونغرس والبيت الأبيض ومفاصل القرار الأميركي، الأموال التي قد تساهم في رسم الملامح الأساسية للاستراتيجية الأميركية في سورية والمنطقة.
السؤال الذي لطالما دَفع به السلوك الأميركي المريب والمتلون الى السطح، هو في قدرة الولايات المتحدة بعد هجوم فلوريدا الإرهابي على تحمل النتائج الكارثية المترتبة على استمرارها بسياسة دعم الإرهاب واحتضانه، حتى لو حاولت الإيحاء بين الفينة والأخرى بأنها تتحمل العبء الأكبر وبأن صبرها المجهول الهوية بدأ بالنفاد ؟!.