ولكن محمد الأحمد يفاجئك بإتقانه مختلف الأدوار التي ينتقيها مليا....يتقصد التنويع خشية التنميط...!
بدءا من دوره في مسلسل إذاعة فيتامين بدور المذيع فريز مرورا ببقعة ضوء وبانتظار الياسمين ...وصولا أخيرا إلى الطواريد...يتمتع بأداء كوميدي مختلف، يعتمد الإضحاك النابع من كوميديا الموقف،لايفتعلها خارجيا.
يتقمص الحالة ويدخلنا إلى تفاصيل الشخصية...والسر...كاركترات تومي لنا بعاشق مميز لفن التمثيل... في مسلسل اذاعة فيتامين يناور مديرة الاذاعة شكران مرتجى ليصيغ مناوراته معها كوميديا، أما في مسلسل بانتظار الياسمين نحن مع بريمو (بائع القهوة)، أو شاهد عيان على حياة البشر في الحديقة التي اختارها المسلسل مكانا لحياة أبطاله...
من يراه في أي دور كوميدي يؤديه ببراعة، سيعتقد أنه قدم أقصى ما لديه إلى أن تراه في دور جديد ...ستكتشف مدى العمق والدراسة لشخصياته...التي يطور عبرها شخصياته ويتقمصها، وبالتالي الحالة الأدائية لديه....
الفنان الذي يشتكي أحيانا من أن البعض يعتبر الفنان الكوميدي أقل شأنا من التراجيدي لم يغرق في الكاركترات الكوميدية، بل يوازي بينها وبين الكوميدية، كما فعل هذا الموسم بتقديمه لشخصية سهيل في مسلسل الندم، ابن بائع اللحوم الثري، الذي يغار من أخيه ويمتلئ قلبه حنقا، فيترك كل شيء ويغادر..!
في كل دور جديد يؤديه الأحمد نراه يبني شخصية بملامح وهوية خاصة بها، يحولها من الورق إلى الشاشة بروح خاصة ...مطورا أدواته في كل دور جديد رافضا الاستكانة إلى نجاح سابق...
شقيقه محمد الأحمد...ربما لايشبهه إلا في دأبه واجتهاده المستمر على تطوير فنه،وليس غريبا عليه أن يفعل ذلك وهو الذي ترك دراسته الجامعية والتحق بشغفه...
لو أنك رأيته تلفزيويناً للمرة الأولى أمام تلك الكاميرات التي كثيرا ما تجحف الممثل حقه، ستفكر إلى أي درجة بإمكانه أن يفعل طاقته التمثيلية...؟
لكن عندما تتأمله مليا في أدائه السينمائي وهو يتفاعل بإتقان مع شخصية يوسف في فيلم جود سعيد (مطر حمص)...كان يبدو مختلفا وسط الركام والحصار والدمار...شخصية تقاوم وتناور بعمق شديد لتقتنص فرصة التقاط بوادر حياة...!
تكتشف وأنت تتابعه إلى أي مدى يذهب خلف شغفه الفني...ويجدد طاقته في كل دور جديد يسند إليه...
لذلك لن يكون مفاجئا لك هذا الموسم الرمضاني الكم المهم من الأعمال التي يشارك فيها الفنان محمد...الرائد مجد في مسلسل بلا غمد، رام في مسلسل احمر، جابر في مسلسل دومينو....
في كل دور يبدو أنه يحاول ويناور باذلا جهده في التنويع الأدائي،بما يخدم روح الشخصية وتحولاتها الدرامية،الأمر الذي ينبئ عن روح ممثل لن ترضى بالتحنيط أمام كاميرات تلفزيونية في لحظة يمكنها أن تسوقك نحو نجومية زائفة...!
الشقيقان الفنانان ...يبدو أن ما يجمعهما أكثر بكثير من رابطة الدم...فيهما كل ما ينبئ بممثلين من طراز رفيع...لن يغرقا يوما في دوامة وهم النجومية أو زيفها الذي يحد من البريق الحقيقي...!