واستمرار هيمنتها، والحفاظ على مصالحها في الكثير من دول العالم، وما تفعله اليوم في سورية عبر دعمها للتنظيمات الإرهابية، وما فعلته سابقا في العراق عبر غزوه، وقبله أيضا في العديد من أرجاء المعمورة، يؤكد ماهية سياساتها المبنية على القتل والتدمير، والتي تستند إلى معايير الكذب والتضليل والنفاق لتبرير أعمالها العدوانية في أكثر من مكان.
البيت الأبيض يدعي زورا وبهتانا أن الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من الحرب على العراق، منعت تكرار الأخطاء السابقة في سورية اليوم، وكأن سورية والعراق وغيرهما حقول تجارب لمدى نجاعة السياسات العدوانية الأميركية، أو أن الولايات المتحدة تملك حق الوصاية والتدخل في شؤون أي دولة تناهض سياستها الاستعمارية، وترفض الانضواء تحت عباءتها، أو السير في فلكها الإجرامي.
الغطرسة الأميركية حدت بالبيت الأبيض إلى محاولة تلميع الصورة الأميركية المقززة، عبر محاولة التذاكي على العقول، فلماذا تقوم الإدارة الأميركية بغزو العراق في الأصل، وبأي حق تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية اليوم، ولماذا تستميت في حماية تلك التنظيمات، وتسارع لشرعنة إرهابها مع كل جريمة تقترفها بحق الشعب السوري . ؟ فكان الحري بالأميركي أن يتعظ ويتعلم من خطايا غزواته ضد الشعوب، وألا يكررها تحت أي ذرائع أو حجج كانت، لا أن يتحاذق ويعطي لنفسه الحق بالتدخل في سورية ولكن بطريقة مغايرة لما حصل في العراق.
لم يعد باستطاعة أميركا التمادي بكذبها ونفاقها.. فكيف تقول إن دروس العراق علمتها أن لا حل عسكريا للأزمة في سورية، وهي في نفس الوقت تضع كل امكانياتها في سبيل عسكرة الأوضاع وتأجيجها، وتتبنى بشكل علني تنظيمات إرهابية تكفيرية تحت مسمى «الاعتدال»، وتقدم لها كل ما يلزم للاستمرار في ارتكاب جرائمها، وكيف تدعي أيضا على لسان المتحدث باسم خارجيتها أنها لا تزال ترى أن الحل السياسي هو المفضل، وفي الوقت نفسه تنقض العهود والاتفاقات والتفاهمات الدولية، وتنسف كل الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي؟..هي بكل تأكيد لا تهذي، ولكنها تستمرئ الاستثمار في الإرهاب، فهي اعتادت أن تكون ديمومتها على حساب حياة الشعوب.