> لم تعد اليابان تتمتع بذلك الكبرياء وتلك الغطرسة التي كانت تمتلكها إبان سنوات الازدهار الاقتصادي, فلقد دخلت مرحلة التشكيك وأصيبت بالوعكة بعد الزلزال الذي ضرب كوبيه وحادثة تفجير مترو طوكيو.
> لقد تسببت أحداث 11 أيلول في حصولي على دفعة قوية من التعاطف والحماس إزاء الاقبال على قراءة رواياتي في الولايات المتحدة الأميركية, فلقد أخذ الناس هناك يفهمون على نحو أفضل ما الذي أكتبه وما هو قصدي عندما كنت أقول إن مجتمعاتنا الميسورة الباذخة تعيش حالياً بوضع هش ليس اليابان فحسب بل في أميركا بعد أحداث 11 أيلول وفي فرنسا بعد اشتعال المصادمات في الأحياء الباريسية الفقيرة وبقية المدن وهو ما جعل الفرنسيين أيضا ينظرون إلى رواياتي بتقدير عال.
> في روايتي ( كافكا على الساحل) هي في الحقيقة رواية أدبية صرفة تتناول تحقيقاً بوليسياً حول الهوية وهي تتعلق بشكل غير مباشر بشخصية أوديب التي طالما انجذبت نحوها لأن أوديب في تقصيه وبحثه لم يكن يعلم أنه سيلحق الضرر بالآخرين وبنفسه على حد سواء, ويشير مسعاه إلى أن داخل كل فرد منا هناك حيواناً متوحشاً يجرح الآخرين ما دفعني إلى الغوص في أعماق الشعور البشري وألمس تلك البقعة المظلمة.
ففي روايتي ( كافكا على الساحل) جعلت بطل الرواية يختار بقعة مكان على ضفة البحر وهو خير لا هو بأرض ولا هو ببحر وهي فكرة تشير إلى غياب الحدود والمحدودات بشكل تام.
الروائي الياباني- هاروكي موراكامي