بلاك ووتر منظمة سرية تعمل في الخفاء على أعظم مايدور في العالم من نكبات ومصائب وحروب.
أياد خفية من البلاك ووتر تعبث في أفغانستان والعراق وتقرر مسار الصراع فيهما على مدى العقد الأخير تحت غطاء مكافحة الإرهاب وهي في الحقيقة تنهب وتقتل و تدمر وتعيث في الأرض فساداً.
على بعد آلاف الأميال من الفلوجة يتحدث الرئيس بوش في واشنطن في سياق حملته الانتخابية الثانية إلى عشاء لجمع التبرعات :( تحاول مجموعة القتلة في العراق ضعضعة إرادتنا.. لن يرهب المجرمون أميركا.. نحن سنهزمهم بحيث لايكون علينا أن نواجههم في بلادنا نفسها).
أفاق الأميركيون في اليوم التالي على أنباء جديدة.. مقتل عدد من الرجال الأميركيين في الفلوجة.. لم يكونوا من عناصر الجيش الأميركي.. إنهم جنود خاصون ذوو تدريب عال وخبرات قتالية كبيرة أرسلتهم إلى العراق شركة مرتزقة سرية تتمركز في براري كارولينا الشمالية اسمها بلاك ووتر . يو.أس. أيه. لقد كان الذي حدث يوم 31 آذار 2004 قبل الظهر, لكن قصة بلاك ووتر لاتبدأ من هذا التاريخ. هي توجز تاريخ العمليات الحربية الحديثة.. والأكثر من ذلك أنها تمثل تحقيق عمل حياة المسؤولين الذين شكلوا لب فريق حرب إدارة بوش.
تمتلك بلاك ووتر أسطولاً خاصاً من الطائرات بما فيها طائرات هيليوكوبتر هجومية.. وفرقة من مناطيد الرصد الصغيرة فمقرها في أوسع منشأة عسكرية خاصة في العالم.. وكبار المديرين فيها مسؤولون سابقون في الجيش الأميركي والاستخبارات.. وعلى مالاحظه أحد أعضاء الكونغرس الأميركي بعبارات عسكرية محضة.. فإن في إمكان بلاك ووتر قلب عدد من حكومات العالم.
يتألف الكتاب من 520 صفحة توزعت على 19 فصلاً تتحدث باسهاب عن بدايات هذه المنظمة عندما اتخذت إدارة بوش والبنتاغون القرار بتوسيع حجم الجيش المستنزف من جراء الحرب على الإرهاب بتشكيل منظمة مدولة عبر تجنيد جنود خاصين من أنحاء العالم كافة ( استخدام مقاولين وقوات خصوصية) كما تتحدث عن دورها ليس في مناطق القتال فقط( العراق وأفغانستان) بل في المناطق المنكوبة كما حدث غداة إعصار كاترينا في عام 2005 يقول مسؤول في بلاك ووتر ( نحن نعيش على المذابح والكوارث).
وفي جزء من الفصول تتوضح الآراء حول علاقة انتشار قوات بلاك ووتر كسابقة بالديمقراطية حيث يقول مايكل راتنر من مركز الحقوق الدستورية ( هذا النوع من المجموعات شبه العسكرية يعيد إلى الأذهان ميليشيات الحزب النازي التي عملت كآلية تنفيذ من خارج الإطار القضائي.. إن استخدام بلاك ووتر يشكل خطراً كبيراً للغاية على الحقوق العامة وعلى الديمقراطية) كما يتحدث الكتاب عن سياسة الإدارة الأميركية في دفع بلاك ووتر للعمل في عدد من الدول العربية والأجنبية غير العراق وذلك بإقامة قواعد تدريب وتأهيل تحت قناع الحرب على الإرهاب.
عندما غادر بريمر العراق في حزيران 2004 بلغ عدد الجنود الخاصين أكثر من 20 ألفاً داخل حدود البلاد.. وأصبح العراق يعرف بالغرب الهمجي حيث جعل صادرات مابعد الحرب لصناعة الأمن الأكثر ربحاً في العراق.. وذكرت التايم اللندنية أن هناك منظمة إرينس البريطانية التي تملك جيشاً يصل قوامه إلى 14 ألف رجل في العراق.. إذ إن الطلب الكبير على الحماية والخوف من القتل زادا من توسع إمدادات السوق ما فقس فورة من رعاة البقر المقاولين.. وينهض السؤال الهام من سباته.. ماذا فعلت جميع هذه القوات في العراق?.
كم قتلت من الناس الأبرياء.. وكم عدد الضحايا من الرجال والنساء والأطفال? أسئلة تبقى من دون أجوبة.. لأنه ما من أحد يشرف على نشاطهم الدموي في البلاد.. وحتى الآن لم يلاحق أي من مقاولي الجيش الأميركي بسبب الجرائم التي ارتكبتها بلاك ووتر في العراق.
وبينما يجوب هؤلاء المرتزقة شوارع مدن العراق بحرية لم يعط العراقيون أي تفسير رسمي لمن تعود هذه القوات المدججة بالسلاح والتي تصنع مستقبلها بنجاح في البلاد.
بحق إنهما شركات صناعة الحرب الجاهزة للتصدير إلى مناطق العالم المختلفة ومؤسسات ألف باء التلزيم العسكري الأميركي.. وهذا يعني... حيثما تكون هذه الشركات( مثل بلاك ووتر وإريك برانس) فسيكون الموت والقتل والتدمير والخراب .كيف لا وهي الجناح القوي لقوات المارينز الأميركية وهي القوة القادرة لوزارة الدفاع بمركباتها العسكرية الفعلية.. وهي القوات الاحتياطية المرتزقة.