ومن هذا المبدأ تركزت سياسة الرئيس بشار الأسد في الإطار العربي على تعزيز التضامن العربي وتفعيله إضافة لتنشيط الحوار والتنسيق العربي العربي إزاء التحديات التي تواجه الأمة في المرحلة الراهنة وخاصة المشاريع التي تستهدف استقرار المنطقة وعلى رأسها المشروع الأميركي.
وانطلاقاً من ذلك حرص الرئيس الأسد على المشاركة الفاعلة في أي عمل عربي مشترك من شأنه الحفاظ على الحد الأدنى من التضامن العربي وشكلت مشاركاته المتواصلة في القمم العربية وقوله في القمة العربية غير العادية 21/10/2000 في مصر (التضامن هو خيار قوة وخيار ردع) العنوان العريض لجمع الشمل وتحسين الوضع العربي في هذه الفترة العصيبة التي شهدت تطورات دولية وإقليمية خطيرة ليس فقط على الأمن العربي فحسب بل على استقلال وحرية الدول العربية حيث لم تسلم طوال السنوات السابقة أي دولة عربية من محاولات التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية لدرجة وصلت فيها التدخلات إلى المناهج الدراسية وطرق التعليم وغيرها التي تمس مبدأ السيادة والاستقلال.
ورغم كل محاولات أعداء العرب وأدواتهم في المنطقة التقليل من شأن التضامن العربي وزعمهم باستحالة تحقيقه وفعاليته في المرحلة الراهنة بقيت قناعة سورية راسخة بجدواه وإمكانية تحقيقه (نتطلع لأن يأخذ التضامن العربي أبعاده الكاملة في مواجهة الأخطار والتحديات.. (الرئيس الأسد في قمة عمان) ولا سيما أن الأخطار تحدق بالأمة جمعاء ومواجهتها المشتركة أنجع وأكثر إمكانية من الحالات المنفردة, وبغية ذلك كرست سورية كل شهودها في هذا الإطار ولم تفوت فرصة واحدة لتوفير آليات صحيحة وفعالة لاستعادة وتفعيل التضامن العربي في جميع الأوجه (لا بديل عن التضامن العربي والتمسك بالثوابت القومية ووحدة الصف و(الكلمة الرئيس الأسد في قمة بيروت).
وكانت سورية السباقة في الدعوة لإحداث نقلة نوعي في تنشيط التعاون الاقتصادي وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الدول العربية وأخذت نتائج ذلك تظهر تباعاً مع تحسن في عمليات التبادل التجاري بين الدول العربية وتسهيل حركة انسياب السلع الأمر الذي يؤسس إلى قيام مؤسسات فاعلة ومتطورة في هذا الشأن.
فلسطينياً لم يغب عن سورية يوماً اعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى في جميع الاجتماعات واللقاءات على المستويات العربية والإقليمية والدولية وتركزت الجهود السورية طوال السنوات الماضية على دعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على وحدته الوطنية ومحاولة تذليل الخلافات بين القوى الفلسطينية وجاء الاتفاق بين حماس وفتح في دمشق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا الإطار.
أما في الشأن العراقي فسورية وقفت ضد احتلال العراق قبل وقوعه, وقال الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الحادية عشرة بشرم الشيخ: (نحن معنيون بالعراق أخلاقياً وقومياً ومعنوياً ومادياً, وإن المطلوب عدم إعطاء أي تسهيلات للحرب), ومع ذلك وقع المحظور, ولكن التزمت سورية بتعهداتها وقاومت أشد الضغوطات والتهديدات وهي تساعد الشعب العراقي في الداخل والخارج (المهجرين) بجميع فئاته على تجاوز الأزمة وتطالب على الدوام بإنهاء الاحتلال كسبيل وحيد لعودة الاستقرار والأمن إلى العراق.
إن المتابع للسياسة السورية يكتشف دون عناء توجهها الاستراتيجي بضرورة نبذ التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية وحل الخلافات العربية - العربية بالحوار بعيداً عن الأجنبي مع التركيز الدائم على القضايا الأساسية وعلى رأسها قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي.