إن تراجع إسرائيل عن تهدئة مدتها سنة ونصف للمطالبة بأخرى مفتوحة، وربطها بملف الجندي الأسير جلعاد شاليط وإبقاء المعابر مغلقة يهدف لدفع المقاومة للقبول بالشروط و الإملاءات الإسرائيلية من جهة ومحاولة لكسب الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين والابتعاد عن الاستحقاقات والشروط المطلوبة لهذه التهدئة من جهة ثانية .
من المؤكد أن اتفاق التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل في قطاع غزة مطلب مهم ،وكي يتحقق يجب على الحكام الصهاينة الالتزام بما هو مطلوب منهم ،لاسيما رفع الحصار وفتح المعابر لتمكين وصول قوافل الإغاثة ومعدات إعادة ما دمَّره العدوان ،وبغير ذلك فإن التهدئة لن تحقق أهدافها باعتبار أن عوامل خرقها موجودة لدى الاحتلال الذي لا يلتزم أصلاً بأي اتفاق ،كما يجب أن تشمل التهدئة وقف جميع أشكال الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية وعمليات القمع والاعتقال والاغتيالات التي ينفذها في هذه المناطق.
والمتابع لمسيرة أي مفاوضات بين حكومة الاحتلال والجانب الفلسطيني، يجد أن إسرائيل تستغل الخلافات الفلسطينية للتهرب من الاستحقاقات المطلوبة منها لتفرغ أي مباحثات من مضمونها الحقيقي، وبالتالي تجد لنفسها الفرصة المناسبة للقيام بما يخدم مصالحها والنكوث بالعهود التي قد تقطعها على نفسها .
إن الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني تتطلب وجود مرجعية توحّد جميع الفلسطينيين، والدخول في حوار وطني جاد يقود إلى مصالحة وطنية حقيقية تنهي حالة الانقسام والتشرذم التي يعيشونها ،وبذلك يقطعون الطريق على إسرائيل في تمرير أجندتها بحربها الإجرامية وسعيها الدائم إلى زرع الفرقة والشتات فيما بينهم ،ولعل الحوار المأمول و المقبل يحقق الغاية المرجوة من هذه القضايا.