معتبرة القرار الاسرائيلي تعطيل متعمد للجهود المبذولة لتوقيع بنود التهدئة وورقة سياسية لابتزاز المقاومة، في غضون ذلك عاثت قوات الاحتلال فساداً في الضفة الغربية وقامت بعمليات اقتحام في بلدة جيوس شرق مدينة قلقيلية، كما قامت بمناورات عسكرية في بلدات قباطية والزبادة ومسيلة، وجرفت أراضي في الخليل بهدف شق طريق حول مستوطنة كرمئيل واعتقلت 15 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة، في وقت استشهدت فلسطينية وأصيب مزارع في سلسلة من الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
فقد قررت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة ان يكون الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط شرطا لتوقيع أي اتفاق تهدئة مع حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس.
ونقلت ا ف ب عن وزير الامن الداخلي الاسرائيلي مئير شتريت قوله للصحفيين عقب الاجتماع الحكومي ان الحكومة الامنية قررت بالاجماع ان يكون اطلاق سراح الجندي شاليط شرطا لاي اتفاق مع حماس بشأن التهدئة.
من جهتها رفضت حركة حماس القرار الاسرائيلي
ونقلت ا ف ب عن فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس قوله ان الحركة ترفض شروط الاحتلال بشأن التهدئة وتؤكد تعطيله المتعمد للجهود المبذولة لتوقيع بنودها. واضاف برهوم: ان هذه القرارات الصهيونية تعتبر فرض شروط جديدة في اللحظات الاخيرة وهذا يتناقض بالكلية مع المواقف الفلسطينية.
بدوره قال طلال نصار القيادي في حركة حماس ان الموقف الاسرائيلي المعرقل للتهدئة يظهر مجددا نوايا اسرائيل العدوانية الحقيقية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني.
ورفض نصار في حديث لقناة العالم اطلاق سراح شاليط دون الافراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
كما اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن رفض اسرائيل للتهدئة مع الفلسطينيين وربطها بالافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط هو جزء من المراوغة الاسرائيلية.
وأكد موسى أنه لايجوز على الاطلاق الربط بين التهدئة والافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير منبها الى أن ذلك من شأنه أن يعطل أمورا كثيرة.
إلى ذلك ابدى فوزي برهوم الناطق باسم حماس استعداد الحركة للتفاوض مع اسرائيل على هدنة طويلة الاجل تستمر من 15 الى 20 سنة اذا اعترفت اسرائيل بحق الفلسطينيين باقامة دولة فلسطينية مستقلة واطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين وعودة كافة اللاجئين وازالة جدار الفصل العنصري.
وفي اطار استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شنت طائرات الاحتلال الاسرائيلي غارتين على جنوب غزة أمس متسببة في وقوع اضرار مادية.
ونقلت رويترز عن مصدر امني فلسطيني قوله ان الغارة الاولى استهدفت بلدة رفح بينما استهدفت الثانية مجمعا حكوميا في بلدة خان يونس كان قد تعرض لقصف شديد خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وقد أسفرت الغارة عن استشهاد الفلسطينية هدى أبو طحلة 70 عاما, ونقلت وكالة قدس نت الفلسطينية عن شهود عيان قولهم ان طائرات الاحتلال الاسرائيلي شنت أمس تسع غارات على القطاع حيث قصفت مجمع الاجهزة الامنية التابع للحكومة المقالة وسط مدينة خان يونس بصاروخين ما أدى الى الحاق أضرار مادية كبيرة بالمكان وخاصة بالمسجد الموجود في وسط التجمع.
كما شنت طائرات الاحتلال غارات متتالية على المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة وقصفت نفقا في حي الجرادات شرق معبر رفح ادي الى اندلاع حريق بالمكان وقصفت منطقتي حي القشوط شرق بوابة صلاح الدين وحي السلام واستهدفت منزلا بمنطقة القشوط.
كما أصيب مزارع فلسطيني بجروح جراء تعرضه لرصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي في منطقة الفراحين شرق خان يونس جنوب غزة.
واضافت وكالة قدس نت ان مجموعة من المتضامنين الاجانب كانت في المنطقة نجت من اطلاق النار الاسرائيلي.
من جهة ثانية أطلقت الزوارق الحربية الاسرائيلية نيرانها وقذائفها بشكل مكثف تجاه الصيادين الفلسطينيين على شواطئ غزة.
وفي الضفة الغربية واصل الاحتلال عملياته العدوانية هناك حيث اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس بلدة جيوس شرق مدينة قلقيلية وفرضت حظر التجول على الاهالي.
وقالت قناة الجزيرة ان قوات الاحتلال احتلت العديد من اسطح منازل الفلسطينيين بعد مداهمتها واحتجاز العشرات من اصحابها في مدرسة البلدة.
من جهة ثانية قامت قوات الاحتلال بعمليات انزال ومناورات عسكرية في بلدات قباطية والزبادة ومسلية جنوب جنين بالضفة حيث داهم جنود الاحتلال منازل الفلسطينيين وانتشروا في المناطق الزراعية والجبلية التي تشرف على التجمعات السكنية.
واعتقلت تلك القوات فجر أمس خمسة عشر فلسطينياً في مدن نابلس ورام الله وبيت لحم بالضفة الغربية.
وفي الخليل جرفت قوات الاحتلال صباح أمس اراضي واسعة في بلدة يطا في الخليل بهدف اقامة شارع حول مستوطنة كرمئيل المقامة على أراضي البلدة.
ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن جبر ابو حميد رئيس بلدية في منطقة الخليل ان جرافات الاحتلال شرعت قبل يومين بتجريف هذه الاراضي لاقامة شارع للمستوطنة.
كما اقدم مستوطنون اسرائيليون على احراق سيارة فلسطينية بعد مهاجمة صاحبها قرب مستوطنة حومش المخلاة جنوب جنين.
وبخصوص مصادرة الاحتلال 1700 دونم من أراضي بيت لحم وضمها إلى مستعمرة افرات، أدان بلال عزريل رئيس لجنة مواجهة الجدار والاستيطان في حركة فتح القرار الإسرائيلي.
واضاف عزريل في حديث لوكالة قدس نت الفلسطينية أمس ان هذا الاعتداء الجديد يرفع عدد الوحدات الاستيطانية التي تم انشاؤها منذ بداية العام الى أكثر من 6000 وحدة استيطانية وان الاستيطان سيتضاعف كل عام عن العام الذي قبله.
من جانب آخر أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس أن لا مفاوضات مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي دون وقف كامل للاستيطان الاسرائيلي بجميع أشكاله.
وذكرت ا ف ب ان اللجنة التنفيذية جددت في بيان لها التحذير من خطورة المخطط الاستيطاني الاسرائيلي وخاصة مصادرة 1700 دونم جنوب بيت لحم.