تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرسائل واضحة ..فماذا عمن يطنّشها؟

مجتمع
السبت 2-8-2014
غـانـم مـحـمـد

هي نفسها تلك الزيتونة المباركة التي رعاها والدي كل شبر بنذر، ربما هربت بعض حباتها، ربما ذبل غصنٌ منها، لكنها مازالت تتحدّى مرور الزمن على خضرتها وتزداد تمسكاً بالتربة التي حنت على أول جذر منها وتوزّع ظلّها على من يرتاده،

أما والدي فقد تركت السنون على جبهته تجاعيد تحكي قصة كفاحه ومشوار كدّه علّنا نقرأ في هذه التجاعيد قصة الحياة السورية المعطّرة بالصدق والانتماء للأرض..‏

قد يخطئ في أسماء بعض أحفاده، فينادي «محمود» وهو يعني «بسام» وينادي «خضر» وهو يعني «يحيى»..إلخ، لكنه لم يخطئ الوجهة أبداً: يقول للجميع: سورية جنة فحافظوا عليها، لا تسمحوا لأحد أن يسرقها منكم، لا تسمحوا للزمان أن يدور باتجاه الماضي حيث الفقر والظلم وقسوة الحياة، دافعوا عن بلدكم وموتوا في سبيلها فهي أمكم ومن حق الأم عليكم أن تحفظوا كرامتها وتدافعوا عن شرفها..‏

الرسالة تصل دون أي حاجة للتفسير أو التأويل فمن تراب سورية نبتنا، وفيه تمتزج خلايانا حين ترتقي أرواحنا للسماء ومن خيرات هذا التراب نأكل ما لذّ من الخضار والفواكه والخبز وغير ذلك.. لكن ثمة حكايات تزعجنا بين الحين والآخر مع اعترافنا إنه لا يوجد ما هو مطلق فوق هذه الأرض، هناك من يحتال فيعطّل بطريقة أو بأخرى عداد الطاقة الكهربائية في منزله أي أنه يسرق هذه الطاقة دون أن يدفع ثمنها وهناك من مدّ فرعاً من شبكة المياه لا يمرّ على العداد وهناك من يستغلّ ظروف البلد فيبني بشكل عشوائي دون أن يرخّص وبالتالي دون أن يدفع رسوم هذا الترخيص..‏

لا نزاود ولا نبالغ ولكن عندما يوضع الضمير على المحكّ الوطني فيجب على هذا الضمير أن يستيقظ أو أن يسكت أصحاب الضمائر النائمة عن الحديث في الوطنيات وفي التضحيات التي يقدمها جيشنا وشعبنا لأنهم أبعد ما يكونون عن هذه التضحيات والمسألة هنا لا تقبل التجزئة ولا يجوز فصل هذه التفاصيل عن بعضها البعض ومن غير المنطقي أن يتحدث أحدنا عن استعداده لتقديم روحه فداء للوطن وبذات الوقت يتهرب من دفع فاتورة الكهرباء!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية