تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف ننشىء مشروعنا الصغير الناجح اجتماعياً واقتصادياً؟

مجتمع
السبت 2-8-2014
بشار الحجلي

شكلت المشاريع الصغيرة والمتناهية قي الصغر لدول الاقتصاديات النامية عموما ومنها سورية حيث تتوجه الحكومات نحو اعتماد صيغ محددة لبناء هياكلها الاقتصادية وتحقيق نموها العالي والسريع ،

كما شجعت الدولة صيغا اقتصادية مميزة تمثلت في دعم هذه المشاريع كونها تساعد الأسرة على استثمار قدراتها وتمكن الاقتصاد من التجاوب مع واقع المجتمع في التصدي لأهم مشكلاته وفي مقدمتها مشكلة البطالة .‏

كيف نصنع مشروعنا؟‏

اليوم وبعد تعاظم هذا النوع الاستثماري وانتشاره على نطاق واسع في بلدنا ،وأمام حالات متعددة من الاخفاقات بات من الضروري السؤال .. كيف يمكن أن ننشىء مشروعنا الصغير الناجح اقتصاديا ؟ خاصة أننا في سورية بأمس الحاجة لمثل هذه المشاريع كونها لا تحتاج إلى امكانات اقتصادية أو قانونية كبيرة وهي تتناسب مع الظروف التي تواجهها الأسرة مع زيادة متطلبات المعيشة والبحث عن عمل مربح أو فرصة ناجحة يستحقها الفرد وتنعكس بالضرورة على حياته العامة والخاصة.‏

كيف نصنع مشروعنا الاقتصادي الصغير الناجح ؟ سؤال طرحناه على الباحث الدكتور محمد الكوسا المختص بالشأن الاقتصادي الذي يهم الأسرة فقال:‏

بداية من المفيد التوضيح بأن المشروع الصغير هو كل فكرة تتحول إلى نشاط اقتصادي بهدف الانتاج وتوفير عائد مادي ينعكس لصالح تغطية الحاجة ، وغالبا ما تتبناه مجموعات أو أفراد من أصحاب المهن البسيطة والمزارعين إضافة للشرائح المجتمعية التي يشكل الفقراء غالبيتها العظمى ومنهم من يسعى لتوليد مصدر معقول يمكن توسعته بقدرات ذاتية تحتاج لمساعدة محدودة من الغير.‏

سبع نصائح لابد منها‏

قبل التوجه لبناء المشروع الصغير ثمة نصائح مهمة علينا العمل لتحقيقها وهي :‏

الفكرة المناسبة وتحديد المقدرة والمهارة والإمكانات المادية اللازمة لتحديد رأس المال ، مع معرفة ظروف وبيئة المكان المقترح وتحديد الاحتياجات والغايات التي نستهدفها من إقامة المشروع الصغير‏

التمتع بالإرادة والتصميم على خوض التجربة والنجاح فيها والسعي لتحقيق الحاجات .‏

عدم الخشية من الاستشارة والبحث والتقصي ودراسة الفكرة وجمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالمشروع‏

تأمين الموارد إذا كانت ذاتية أو تحديد مصادرها ، وتأمين رأس المال وأماكن العمل والمخازن إن احتاج لها المشروع.‏

تأمين الشركاء بكافة احتياجاتهم من العمال والخبرات في حال التصنيع والتسويق والإنتاج والإدارة الجيدة.‏

تأمين سوق تصريف المنتجات وتحديد الحصص المتوقعة من هذه السوق‏

العمل على تأمين الصيغ القانونية والرسمية في الوقت المناسب إذا احتاج المشروع لها ويكون ضروريا إذا كان المشروع معتمدا على الشراكة ووجود شركاء.‏

أفضل الطرق لتمويل مناسب‏

وردا على سؤال حول حاجة المشروعات للتمويل قال الدكتور كوسا : أفضل الطرق لتمويل المشروع الصغير تلك التي يرصدها صاحب المشروع من مدخرات وأصول مادية متاحة ( أرض ـ عقارات ـ أثاث ..) فإن تعذر ذلك ،فعن طريق شركاء يتفقون ويتعاونون على تمويل المشروع بالإمكانات الذاتية والمتاحة وبعدها يمكن التوجه للحصول على تمويل مساعد ( منح أو قروض أو شراكات جديدة لم تكن متاحة أثناء مراحل التأسيس وانطلاق العمل ولكل مرحلة من المشروع ظروف ومحددات وتسهيلات.‏

وبرأي الدكتور كوسا أن الاقراض مهم جدا لمصداقية المشروع وعلى صاحب المشروع بغض النظر عن رأس المال والإمكانات اللجوء للاقتراض لأنه يحفز على الالتزام والجدية في العمل تجاه الغير وعدم التراخي وهذا يتيح فرصا أكبر لتوسيع المشروع.‏

مولدة لفرص العمل‏

تؤثر المشاريع الصغيرة على نمو الأسرة والاقتصاد الكلي كونها مولدة ثسلفرص العمل وتؤثر من ناحيتين أولها من حيث التشغيل فهي تؤدي لزيادة معدلات التوظيف في الموارد والخبرات والاستفادة القصوى منها وثانيها أنه يزيد الامكانيات وفرص تنميتها خصوصا للأسرة كما يحقق توازنا اقتصاديا واجتماعيا بضمان فرص عيش محترم وأفضل.‏

كذلك يساهم بتحقيق مرونة جيدة للاقتصاد ويساعده في تجاوز الأزمات والصعوبات التي يمكن أن مر بها .خاصة أن المشاريع الصغيرة لا تحتاج لتمويل كبير وبهذا تؤسس المشاريع الصغيرة لتعزيز ثقافة اقتصادية مجتمعية تحتاجها البلاد في مثل هذه الظروف لا يمكن للاقتصاد الكلي توفيرها.‏

ماذا لو فشل المشروع؟‏

كل فكرة أو مشروع معرض لمواجهة الفشل أو الانحراف عن غاياته الأساسية لكن المهم أن يتم احتواء الفشل وتدارك الخسائر وتحجيمها والاستفادة مما هو موجود لتحويله من تهديد إلى فرصة ومن ضعف إلى قوة من جديد , وهذا الأمر يعتمد على قوة العقل المدبر ومدى تفهمها لما يجب العمل بموجبه.‏

وللابتعاد عن منطق الفشل لابد وأن تحظى المشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر بالاهتمام والدعم الرسمي والحكومي ليس بديلا عن الهيئة العامة للتشغيل بل وكالة وطنية تختص بشأن المشروعات الصغيرة تتشارك فيها الدولة مع المجتمع بصيغ مدروسة ومنظمة ولها ذراع مالي قانوني مثل تأسيس مصرف خاص بتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتمويل مختلف مستويات التأهيل والتدريب التي تتطلبها هذه المشاريع بما في ذلك متابعة ما بعد التأسيس بهدف شملها بالرعاية المطلوبة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية