تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مع طبـــــيب... هل الرجل مسؤول عن تحديد جنس الجنين!

طب
السبت 2-8-2014
الدكتور دريد جبور*

يشير الباحثون إلى أن جنس الجنين يحدده بالدرجة الأولى نوع الكروموزوم الذي يحمله الحيوان المنوي للرجل، والذي يتكون من (XY) في حين أن البويضة الخاصة بالمرأة مكونة من (XX).

فإذا استطاع الحيوان المنوي (X) أن يخترق جدار البويضة فإن النتيجة هي أن يكون الجنين انثى، في حين إذا تمكن الحيوان المنوي (Y) من اختراق جدار البويضة فإن الجنين يكون ذكراً، بمعنى أن اتحاد (X) من الرجل مع (X) من المرأة ينتج جنيناً أنثى، في حين أن اتحاد (Y) من الرجل مع (X) من المرأة تكون نتيجته مولوداً ذكراً.‏

ولهذا يحمل الباحثون الرجل مسؤولية تحديد جنس الجنين، ويعتبر أن المرأة سالبة في هذه العملية، فهي متلقية فقط.‏

وقد تمكن العلماء في بداية الثمانينات من القرن الماضي من فصل وعزل الكروموزومين (X) و (Y) الخاصين بالرجل، وتمكنوا من تلقيح البويضة بالكروموزم (Y)، ما زاد عدد الذكور على الإناث بشكل كبير، وهذا بدوره أدى إلى خلل أجبر العلماء على الامتناع عن مثل هذا التلقيح، خوفاًمن زيادة الخلل في نسبة الذكور، ومن ثم زيادة نسبة الجريمة من أجل الحصول على المرأة.‏

إلا أن عملية عزل الكروموزومات كانت لها فوائد طبية كبيرة، حيث تمكن العلماء من معرفة الأمراض الجنينية التي سيصاب بها الجنين، إضافة إلى معرفة الأمراض الوراثية، إذ تمكنوا من القضاء على نحو 90٪ من تلك الأمراض قبل أن يولد الجنين، أي أنهم تمكنوا من علاجه وهو لا يزال في رحم أمه، فحققوا من خلال ذلك قفزة علمية هائلة في مجال العلاجات الجنينية.‏

عوامل أخرى:‏

وعلى رغم أن للرجل دوراً كبيراً في تحديد نوع الجنس (ذكر أم أنثى)، فإن هناك عوامل أخرى تساعد على تحديد نوع الجنس، منها على سبيل المثال:‏

الغذاء: فالغذاء له دور مهم ليس في تحديد نوع الجنين، بل في نموه، فالمرأة الحامل عليها أن تختار غذاء صحياً، وألا تلجأ إلى تناول كميات كبيرة من الطعام بحجة أنها تأكل لها ولابنها، لأن ذلك سيسبب لها سمنة عالية وستجد صعوبة كبيرة عندما تحين ساعة الولادة.. لذا يجب أن يكون الغذاء متوازناً، ويحتوي على الكثير من العناصر المفيدة والعصائر الطازجة.‏

ويضيف الباحثون أن الغذاء له دوراً بسيطاً في تحديد نوع الجنين، فالأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم عادة ما تؤثر في تكوين البويضة، وتجعلها أكثر جذباً للحيوان المنوي (Y)، وبالتالي يكون نتيجة الحمل ذكراً في حين أن الأطعمة التي تحتوي بشكل كبير على الكالسيوم والمغنزيوم فإنها تجعل البويضة جاذبة للحيوان المنوي (X) ويكون نتيجة الحمل أنثى.‏

أحماض الرحم: ويقول الباحثون إن من ضمن الأمور التي تحدد نوع الجنين، الأحماض التي توجد في رحم المرأة وفي مهبلها، فهذه الأحماض تؤثر في حركة الحيوان المنوي وقدرة انطلاقته نحو جدار البويضة.‏

قلة السائل المنوي: من المعروف أن الحيوانات المنوية تسبح في سائل يسمى السائل المنوي، وللزوجة هذا السائل أهمية كبيرة في سرعة الحيوان المنوي وطريقة حركته، ولهذا فإن الرجال الذين يعانون قلة الحيوانات المنوية وقلة لزوجة السائل المنوي ينجبون إناثاً.‏

عوامل أخرى:‏

هناك عوامل أخرى يشير الباحثون إليها، وهي موعد انتهاء الدورة الشهرية، إذ إنه بعد انتهاء الدورة تكون المرأة إلى حد ما قابلة لإنجاب الذكور.‏

إضافة إلى ذلك، فإن على المرأة أن تقوم بغسل المهبل ومحاولة إيصال المياه إلى الداخل بقدر المستطاع، إذا كانت هناك نسبة عالية من الحموضة في داخل الرحم.‏

كما يمكن للمرأة أيضاً استخدام بعض المراهم الطبية التي يصفها الطبيب (لا الصيدلي) حيث إنها قادرة على تخفيف نسبة الحموضة في المهبل والرحم.‏

ويقول الباحثون إن الزوجين إذا أنجبا طفلين من نفس الجنس (إناثا أو ذكوراً) وأرادا أن ينجبا ذكراً أو أنثى فإن ذلك أصبح الآن ممكناً.‏

ويكون ذلك من خلال القيام بفصل الحيوانات المنوية المذكرة عن المؤنثة، إذ يعرف الأطباء نوع كل حيوان، فالحيوان المذكر مثلاً أقل وزناً من المؤنث وأسرع في حركته منه.‏

وبعد الفصل يتم الاحتفاظ بالحيوان المراد تلقيح البويضة منه، ذكراً كان أم أنثى، وعندما تصبح البويضة مهيأة لذلك يتم تلقيحها وهي في داخل الرحم، أما إذا تعذر ذلك فإنه يتم تلقيح البويضة عن طريق تقنية الأنابيب، ثم بعد ذلك تعاد إلى الرحم لتنمو فيه.‏

ويشير الباحثون إلى نقطة مهمة، وهي أن الأطفال الذين يولدون عن طريق فصل الحيوانات المنوية أو عن طريق التلقيح عبر الأنابيب يعانون أحياناً أمراضاً لا يعانيها الأطفال الذين يولدون بطريقة طبيعية، ولهذا يقول الباحثون إن وجود عدد من الأطفال الذكور أو الإناث الأصحاء في البيوت أفضل من وجود طفل قد يعاني مدى الحياة، بسبب قيام الأبوين بعملية فصل الحيوانات المنوية، لا لشيء ولكن لأنهم يريدون هذا الجنس من الأطفال أو ذاك.‏

 الاختصاصي بالتوليد والجراحة النسائية والعقم‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية