تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البحر ألوان .. البحر أزرق!

استراحة
السبت 2-8-2014
كلنا يعلم هذا.. لكن البحر في أحيان يبدو مائلاً إلى اللون الأخضر، ذلك في المناطق الضحلة قرب الصخور والشطآن. وفي أحيان يكتسي بالبياض، لدى انقلاب الموج عند الشواطئ،

أو يبدو هذا البياض عند غضب الرياح واشتداد الأنواء، فيلبس رداء الزبد الهائج. وكم مرة بدا لنا البحر أسود قاتماً، في حلكة الليل، أو حتى في حلكة موجة حزن أو ألم، وكأن ذلك اللون حالة وجدان، تتبدل مع تبدل ما في قلوبنا.‏

ما الذي يجعل البحر أزرق؟‏

يقول لنا العلماء إن الشعاع الآتي إلينا من الشمس يبدو لنا أبيض، لأنه يخلط في حزمته كل ألوان طيف الضوء، من الأحمر إلى الأزرق. وإن موجة الضوء الأزرق قصيرة، وموجة اللون الأحمر طويلة. والموجة الطويلة قادرة على اختراق الهواء مسافة أطول من المسافة التي يستطيعها الضوء الأزرق. لذا يبعثر الهواء الضوء الأزرق، فيلوّن البحر والهواء بلونه.‏

ولإثبات هذا، يضيف العلماء أن الشمس عند الشروق أو عند الأصيل، تبدو أشد احمراراً. ذلك أن شعاع الشمس في أول النهار أو آخره، يجتاز مسافة أطول في هواء الأرض، فيصل إلينا الشعاع، وقد صُفّيت منه الأشعة الزرقاء وبقيت الأشعة الحمراء.‏

وهذا بالضبط ما يحدث في البحر أيضاً. إذ ان مياهه لا تكتفي باتخاذ الزرقة من الهواء، بل ان المياه نفسها تفعل في الأشعة ما يفعله الهواء، فتبعثر الضوء الأزرق، لنراه بعيوننا مرتداً إلينا، وتمتص الألوان الأخرى، فتختفي عن ناظرينا.‏

إلاّ أن البشر لم يأخذوا ألوان البحر على مظهره الأول. فهناك البحر الأحمر بين مصر والسودان غرباً وشبه الجزيرة العربية شرقاً، وقد قيل الكثير في سبب تسميته بالأحمر. فمنهم من ردها إلى لون المرجان، ومنهم إلى بعض الطحالب البحرية، وآخرون ردوها إلى وعورة الملاحة فيه وكثرة الدماء التي أريقت فيه قديماً. أما البحر الأسود فيتوسط تركيا وروسيا وأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا. ولا تفسير لتلك التسمية، سوى أنه غني بكبريتيد الهيدروجين الأسود اللون، أو احتمال أن يكون بحارة اختاروا هذا الاسم في الزمان الغابر، في أيام عاصفة تكفهر بها السماء. وتطل الصين من شرقها على البحر الأصفر، الذي اتخذ اسمه هذا من اصفرار مياهه التي تصب فيها أنهار عظيمة تحمل الطمي إليه.‏

وقد يتخيّل المرء أن تلك الألوان تبدو واضحة حين نطل على هذه البحار. لكن المشاهد، حين ينظر إليها، فنادراً ما يلاحظ أي لون غير الأزرق.‏

يقول الفنان الإيطالي ليوناردو دا فنشي في لون البحر: «ليس للبحر المائج لون واحد في كل الدنيا. لكن من يراه من اليابسة، يراه قاتم اللون، ويزداد قتامة كلما اقترب الأفق. لكنه يرى أيضاً بياضاً أو لمعاناً يتحرك ببطء، أشبه بتحرك غنمة في قطيعها… فمن الشاطئ يمكن أن ترى الموج وهو يعكس لون اليابسة القاتم، وفي أعالي البحار ترى في الموج الهواء الأزرق ينعكس على وجه الماء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية