تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الورقة والصفحة

استراحة
السبت 2-8-2014
العلاقة الوثيقة بين الورقة والصفحة تجعل كثيرين يخلطون بينهما لدرجة التطابق في المعنى والوظيفة، وقد يكون الخلط بينهما مشروعاً مثلما يرد في قواميس اللغة الإنجليزية التي لا تفرق بين الصفحة والورقة والصحيفة حين تذكر كلمة (page) إلا أن اللغة العربية تنسب الصفحة إلى الورقة

وتحدد بوضوح أن صفحة كل شيء هي جانبه ووجهه، ومثلما للعملة وجهان فللورقة وجهان كذلك، ويسمى كل وجه بالصفحة، وهذا ما يعني أن الورقة تحتوي على صفحتين، وفي هذا يقول ابن منظور في لسان العرب: «وصفحتا الورق وجهاه اللذان يُكتبان» وهذا ما يضيف معنى الكتابة إلى الصفحات ويجعل من أي كتاب ورقاً محتوياً على صفحات. وحينما تصبح الورقة صفحة تكون محتاجة إلى رقم لنميزها من باقي الصفحات فنقول الصفحة رقم 3 في الكتاب ولا نقول الورقة رقم 3.‏

الخلط الذي لا نجده في العربية بين الصفحة والورقة لا نزال نراه مرافقاً للورق في تجلياته الإلكترونية وحياته في عوالم شبكة الإنترنت، فالصفحة على الإنترنت قد تعني موقعاً إلكترونياً مخصصاً للتجارة أو موقعاً لوزارة أو مكتبة أو متجراً أو حتى موقعاً لنادي كرة قدم، ولا نجد لصفحة الإنترنت أي وجه آخر تطل به علينا بحسب تعريف اللغة العربية للورقة التي لابد أن تتكون من صفحتين كوجهي العملة، ولذلك تبدو صفحة الإنترنت لرائيها ومستخدمها بوجه واحد ليس وراءه شيء، صفحة إلكترونية عصية على التقليب الذي تمتاز به الصفحات، وهو ما يعطيها مجاز الصفحة لا حقيقتها عند العرب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية