تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البريد الإلكتروني 00الفضاء الأوسع

استراحة
السبت 2-8-2014
تعود جذور البريد الإلكتروني إلى العام 1973م، تاريخ ابتكار نظام الـ «أربانيت» لنقل المعلومات من جهاز كمبيوتر إلى آخر. وفي مطلع الثمانينيات، تم تحويل نظام الأربانيت إلى الإنترنت.

ومع ذلك، فإن رسالة إلكترونية نرسلها اليوم، تشبه في أسسها الرسائل التي تبودلت في النصف الأول من السبعينيات. ولكن كان على البريد الإلكتروني أن ينتظر انتشار جهاز الكمبيوتر بين أيدي العامة، كي يصبح وسيلة رائجة لتبادل الرسائل، وهذا ما حصل منذ الأمس القريب.‏

فقد أعاد البريد الإلكتروني ترتيب الأولويات في حياة المجتمعات، ولم يعد الشباب وحدهم منحازين لهذا النوع من المراسلات، بل انتقلت «عدوى» التكنولوجيا إلى المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية والشركات ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها، بسبب انخفاض كلفة هذه المراسلات من جهة، وسرعة وصولها إلى الجهة المستهدفة من جهة أخرى، مخترقة الفضاء والمسافات الطويلة التي تتطلب وقتاً حتى عند أسرع أنواع المراسلات التقليدية.‏

في البريد الإلكتروني، وجد مستخدموه فضاء أوسع، وحرية لم تكن متوافرة لهم في السابق، فلا تخضع رسائلهم للرقابة مهما احتوت من معلومات. وبكبسة زر واحدة يستطيع صاحب الرسالة أن يبعث بها إلى أعداد كبيرة من الأشخاص المستهدفين في مختلف جهات الأرض، بعكس الرسائل التقليدية التي لا تصل إلا لعنوان واحد فقط، ولشخص بعينه دون غيره من الناس.‏

وصار بإمكان مستخدمي البريد الإلكتروني حيازة أكثر من صندوق بريد في الوقت نفسه، بأسماء وهمية، يستقبلون عبرها رسائل وصوراً ووثائق وغيرها من المواد القابلة للإرسال، بالصوت والصورة أيضاً، ودفع ذلك بهواة هذا النوع من المراسلات إلى تشكيل مجموعات بريدية، قد تبدو في الظاهر متجانسة، إذ تقوم بتبادل أفكارها وآرائها بين أعضاء المجموعة بسهولة.‏

وإذا كان رب العائلة الوقور، أو الشاب المتعلم المثقف، هو الذي يحرص على اقتناء صندوق البريد التقليدي في السابق، فإن أفراد العائلة جميعاً، وخاصة من فئة الشباب، ذكوراً وإناثاً يملكون صناديق بريد إلكترونية هذه الأيام، وهي صناديق تبدلت طريقة فتحها لاستلام ما بداخلها. فقد تم استبدال المفتاح الصغير الذي تم الحصول عليه من إدارة البريد، بكلمة سر خاصة بالبريد الإلكتروني، تمثل مفتاحاً سحرياً لهذا الصندوق العجيب. ويستطيع الشخص المعني استبدالها في أي وقت يشاء، حفاظاً على سرية مفترضة، وخوفاً من تعرض محفظة رسائله لقرصنة إلكترونية.‏

لا بد من الاعتراف أن الرسالة الإلكترونية سحبت البساط من تحت الرسالة الورقية التقليدية. وهناك الملايين من أبناء الجيل الشاب في وقتنا الحاضر الذين لم يكتبوا أي رسالة ورقية في حياتهم. ولكن الرسالة التي تلقت هذه الضربة الإلكترونية هي الرسالة الشخصية فقط. أما باقي الرسائل وخاصة في مجال الأعمال، فلا تزال ورقية، وما زالت العمود الفقري للبريد أينما كان في العالم، بدليل الأرقام التي أوردناها عند بداية حديثنا هذا.‏

وللتعويض عن خسارته الكبيرة في عالم الرسائل الشخصية، عرف البريد كيف ينوع خدماته، على صعيد نقل الطرود وفق مستويات مختلفة من السرعة والخدمة. فظهر البريد السريع المعروف باسم «EMS» الذي يغطي حالياً أكثر من سبعين دولة في العالم، ويمكن بواسطته إيصال أي رسالة أو طرد إلى هدفه في مهلة زمنية لا تتجاوز الأربعة أو خمسة أيام.‏

وإلى ذلك، أضاف البريد إلى خدماته في بعض الدول الحوالات المالية، وإمكانية استصدار جواز سفر عبر مكاتبه وغير ذلك الكثير مما يتنوع بين بلد وآخر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية