تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


.. وتنهار الهدنة!

نافذة على حدث
السبت 2-8-2014
راغب العطية

لم تصمد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة سوى ساعات قليلة قبل أن يخرقها العدو الصهيوني بارتكابه مجزرة جديدة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين،

تضاف إلى سجله الأسود المليء بالإرهاب والإجرام.. والصمت الدولي المريب على ما هو عليه.. ولم يتخلله سوى بعض التصريحات الإعلامية الخجولة من بعض المسؤولين الدوليين على شاكلة الإعلان عن الهدنة ذاتها من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.‏

الهدنة الأممية المنهارة لم تحصل لولا المأزق الذي حُشر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتيجة الموقف الفلسطيني الموحد ومقاومتة، التي كبدت المحتل خسائر فادحة بشرية ومادية، وجعلت صافرات الإنذار لم تهدأ في كل المدن الفلسطينية المحتلة ، ووضعت الإسرائيليين في حالة لم يحسدوا عليها، نتيجة الرعب من الحق الفلسطيني، ولم يعيشوا في وضع مماثل لها إلا في فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 بفضل بطولات المقاومة اللبنانية، وراح المسؤولون الصهاينة أمثال شمعون بيريز يقرّون بفشل عدوانهم على الفلسطينيين في تحقيق أهدافه.. مسخرين الأميركي وزملائه الغربيين للبحث عن مخرج لهم من هذه الورطة، التي ستكبدهم في حال الاستمرار... الكثير.‏

ونعتقد بأن المتبنين المحافظة على «أمن إسرائيل» في واشنطن والغرب ومن لفّ لفهم، لن يهدأ لهم بال حتى يعيدوا إلى هذه « الهدنة « الحياة، لكي يلتقط المحتلون أنفاسهم ويرتبون «بيتهم العنكبوتي» الذي يتلاشى أمام صواريخ المقاومة كل يوم، ولكي تهدأ نفوسهم من الذعر والهلع، مع تواتر الأنباء عن أسر ضابط إسرائيلي ثانٍ في غزة، والإعلان عن المزيد من القتلى في صفوف جنودهم وضباطهم.‏

إذاً الهدنة لم تكن من أجل الضحية.. بل هي لأجل الجلاد، الذي أرتكب خلال أيام العدوان المنصرمة أبشع أنواع المجازر بحق الطفولة والأمومة والإنسانية ككل.. حيث كانت ضحاياه أغلبيتها من الأطفال والنساء والمسنين، يستهدفهم وهم راقدون في فراشهم بمنازلهم، وعلى أسرة المستشفيات، وحتى في مدارس الأونروا التي لجؤوا إليها، ضارباً عرض الحائط بكل المبادئ والشرائع السماوية والأرضية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية