تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلنــا في ســــاعة الصـــدق أغبيـــاء..

ثقافة
السبت 2-8-2014
مصطفى علوش

هو عنوان إشكالي طرحه الأستاذ «محمد القصير» في موضوعه الذي كان محوراً لجلسة أوراق مسائية التي عقدتها اللجنة الثقافية في جمعية أصدقاء سلمية، ومما ذكره: «ماسرّ استهجان هذه العبارة» كلنا في ساعة الصدق أغبياء» ولماذا حوربت بها الشكل العنيف؟

ويتابع: لكن يبقى أن نمرّ قليلاً على الوهم، من منا لم يعش حالات شتى من الوهم، الوهم الذي مردّه ودافعه أحلام نتمناها دون فعل جاد في الوصول إلى ما نصبو إليه بجهد، وعمل متقن صادق، أما توهمنا للذكاء فهذه ميزة كل كائن بشري، فالكل قانع بما وهب إليه من رجاحة عقل كما يدعي هذا الكل، كلنا أذكياء، كلنا نمسك بتلابيب الحقيقة، والكلّ الآخر على خطأ، كلنا يتهم كلنا، إذا أين تكمن الحقيقة، وبيد من هو المفتاح، ولماذا الكل غيري سقط من يدهم المفتاح ليقع في قبضتي، ولن أتنازل عنه لأحد، والخلاصة أننا نهرب من أنفسنا الصادقة، لنغلفها بأنفسنا المخادعة، والمبررات كثيرة، ربما وهذا أكيد أن نفسنا الصادقة ستوقعنا في مشاكل، أو مطبّات، أو خسارات تجعلنا عليها نادمين، وهنا يمكن أن ينعت المرء نفسه بالغباء لأنه لم يتصرف بالطريقة المعاكسة.‏

وبدأ الحوار من الحضور، وفي كل مداخلة كان هناك جزء جديد من البناء العام للعنوان المطروح يبنى ويكتمل، فالقاص ظافر النجار تحدث عن بناء الإنسان وكيف يمكن أن نبني الإنسان، ورأى أنه إذا استبعدنا الحالات المرضية فيما يخص الغباء والصدق، فإن الإجابة عن هذا العنوان تقع في باب العبث، وحبذا لو مددنا العنوان نحو بناء الإنسان.‏

مداخلات أخرى تقدمت لتشرح نسبية المعرفة وعلاقتها بالزمان الاجتماعي والمتغيرات التي تطرأ على الرؤيا الإنسانية من هنا رأى المسرحي محمد الشعراني أن تفاحة حمراء فيها دودة يقضمها طفل قد تكون في منظار رجل غير قريب من معرفة ماجرى للتفاحة تفاحة حمراء جميلة يقضمها طفل، بينما هي تفاحة خربة، إنها زاوية الرؤية ونسبية معرفة الحقيقة.‏

الصحفي عبد الرحمن الضحاك اشتغل على تصحيح منهجي لعنوان الجلسة، ورأى أن الصدق يقابل الكذب، بينما الغباء يقابل الذكاء.‏

وتتالت المداخلات، فالسيد منذر كلول وسّع العنوان ليتحدث عن العلاقات الاجتماعية ودورها وقصة الملكية الفردية ودورها في تخريب العلاقات.‏

الدكتور منذر الحاج تحدث عن علاقة الصدق بالوجدان، وعلاقة التربية بهذا الأمر.‏

ومن الأسماء التي شاركت في تقديم مداخلات « ابتسام سفر، باسل خضور، نجاح سعيد، حسام عزوز، إيمان شربا، رياض ضعون، فاكر حسون، عصام درويش، ميرزا ميرزا.... وآخرون لم نعرف أسماءهم».‏

فالمدرسة نجاح سعيد ربطت الغباء بأن يعمل المرء عكس مصلحته، بينما ذكر المهندس عصام درويش بأنه يجب أن نقول: «بعضنا في لحظات الصدق أغبياء».‏

وعاد الأستاذ محمد القصير بعد أن تحدث الجميع فرأى أن الحياة تحتاج لقليل من الغباء حتى نسيّر أمورنا في التفكير والعيش والإبداع والتنمية والسكوت والصمت والتأمل، وهو ليس دعوة للغباء بل هو البحث عن النجاح من خلال الغباء لأنه سر الحياة.‏

ترأس جلسة الحوار الأستاذ محمد الخطيب المشرف على هذا النشاط الثقافي الأسبوعي، وطلب من الحضور اقتراح عناوين لأسابيع قادمة. ومما ذكر أمامنا: « الرأي والرأي الآخر، البناء الأسري إلى أين؟.‏

صديقنا الأستاذ سمير جمول عضو جمعية الأصدقاء وأحد وجوهها البارزين تكفل بالتصوير وقدّم لنا عدة صور للنشاط.‏

بقي أن نقول إن هذا النشاط الثقافي الذي يجذب أسماءً من مختلف الأعمار يعد بحقّ إحدى رئات سلمية الثقافية، حيث الحوار ينضج برفقة عقول تبحث دائما عن المعرفة.‏

M3alouche@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية