تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تضحيات تنبض بالحياة.. في الدراما التلفزيونية

ثقافة
السبت 2-8-2014
فؤاد مسعد

قدمت الدراما التلفزيونية مشاهد لا تُنسى عن استبسال الجنود السوريين للدفاع عن الوطن والتضحيات الكبيرة التي يقدمونها في سبيله، فهم لا يأبهون للثمن حتى وإن كان حياتهم واستشهادهم،

ومن تلك المشاهد زفة الشهيد والزغاريد التي تُطلق عندما تعرف الأم نبأ استشهاد ابنها في ساحة المعركة، فتحوّل فعل الشهادة إلى عرس وطني حقيقي. وقد حفرت تلك الأعمال في الذاكرة والوجدان، وباتت تُعتبر من كلاسيكيات الدراما السورية خاصة أنها امتلكت هويتها المتفردة، وحرص الكثير منها على اتباع منهج المزج بين الخط السياسي والنضالي والخط الإنساني كما طعّمت بمشاهد توثيقية تُظهر بطولات الجيش العربي السوري، فجاءت قريبة من المشاهد وملاصقة لواقع عاشه تحمل قيمة عالية المستوى من حيث الشكل والمضمون. وغالباً لم يأتِ هذا المحور وحيداً في العمل الدرامي وإنما كان يأتي ضمن سياق حكاية تُظهر عمق الروح الوطنية لدى الناس عموماً ومن ثم تتحول الأحداث باتجاه العمل الحربي والبطولة ليصبحوا المحور الرئيسي بشكل أو بآخر.‏

وأكدت الأعمال المتنوعة على فكرة هامة بأن الجيش والشعب كتلة واحدة، ففي لحظة ما قد تجد أن أي مواطن يتحول إلى جندي حقيقي صلب يدافع بشراسة عن بلده كما في تمثيلية (عواء الذئب) إخراج شكيب غنام وتأليف خالد حمدي الأيوبي (إنتاج عام 1974) وفيها يتحول هارب من العدالة إلى مناضل ويقوم بتسليم طيار اسرائيلي سقطت طائرته بصاروخ أطلقه سلاح الطيران السوري، فيأسره ويبلّغ عنه رافضاً كل الاغراءات التي قدمها له، أما تمثيلية (العريس) إخراج شكيب غنام عام 1975 فتناولت حكاية شاب سيتزوج قريباً وأثناء استعداده للزفاف يناديه الوطن فيلبي النداء ويستشهد فما كان من والده لحظة تلقيه النبأ إلا أن رفض إقامة التعازي وأقام له عرساً كبيراً فابنه استشهد للذود عن الوطن وهو أمر مدعاة للاعتزاز، وتأتي هذه التمثيلية لتحاكي مرحلة تاريخية نمر بها اليوم فهي تعتبر بشكل أو بآخر عملاً معاصراً في مفرداته وبما يحمل من معانٍ ودلالات وأبعاد تعكس اللحمة الوطنية.‏

أما التمثيلية الدرامية (شجرة الورد) تأليف وإخراج محمد الطيب عام 1981 فتناولت حكاية شاب يجهد للاعتناء بشجرة ورد في منزله لكنه يستشهد فيما بعد في الحرب أثناء دفاعه عن الوطن، وهناك الفيلم القصير (الأرجوحة) في عام 1974 إنتاج التلفزيون وإخراج هيثم حقي، ويظهر الفيلم كيفية تلقي الأسرة خبر استشهاد الأب، وبالعموم هناك الكثير من المسلسلات السورية التي انتجت في سنوات ماضية تناولت في محاورها موضوع النضال والشهادة، أما في السنتين الأخيرتين فرصدت مجموعة من المسلسلات الأزمة السورية وقدمت صورة عن الشهيد في الحرب التي تجري على سورية، ومما قُدم ضمن هذا الإطار مسلسل (في قلب اللهب) الذي تمحور حول انفجار حافلة ركاب جراء عمل ارهابي فنتابع من خلاله حياة عائلات من استشهدوا ونرصد حياة ضابط رياضي يمكن اعتباره (شهيد حي) أصيب في الانفجار، وهناك أيضاً المسلسلات التي أنتجتها المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، ومنها مسلسل (تحت سقف الوطن) للمخرج نجدة انزور الذي أضاءت عدة حلقات منه على الجندي السوري وما يقوم به الآن وتعرّض لموضوع الشهادة، وهناك ما تم تقديمه أيضاً في عدد من لوحات مسلسل (وطن حاف) إخراج محمد فردوس أتاسي ومهند قطيش، وما تناولته بعض خماسيات مسلسل (الحب كله) الذي عرض مؤخراً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية