تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نار غزّة وعار العروبة

حدث وتعليق
السبت 2-8-2014
عائدة عم علي

لا يفاجئنا صمت العار العربي والدولي المنحاز لآلة القتل والإجرام الصهيونية في غزّة، وليس غريباً أن نرى شلال الدم النازف وآلاف الشهداء والجرحى في أعتى الأسلحة المحرّمة دولياً

كل ذلك يجري بدعم الأعراب الفاقدة لنخوتها العربية بعد أن لبست لبوس «النخوة الإسرائيلية» وبمباركة أمريكية أعطت الضوء الأخضر لكيان المحتل بهدف تدمير المشروع الوطني الذي تعتبره العقبة الكأداء في وجه سيطرتها على الشرق الأوسط. فلا عجب أن نرى تناغم مواقف المتآمرين في حرب تُشن على نهج وخيار يتطور ويتجدد وهو المقاومة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى حيث يجب أن تكون.‏

الصمود البطولي والتخطيط والتنفيذ لم يأتِ من العبث بل جاء من رحم المعاناة ومن رحم الحصار والتنكر العربي, جاء من العدم لينجز وتكون معاركه عِبَراً ودروساً, فلا مزادات الدولار الخاضع للرهن والقمار ولا اتهامات تركي الفيصل الذي خرج عن صمته بعد ثمان سنوات من الحصار الخانق ليحمّل المسؤولية إلى الضحية قادرة على أن تُخضع سلاح المقاومة للبيع.‏

فالفيصل وكل من يقف في معسكره نقول له مهما بلغت حجم ملياراتك التي تدعم دواعشكم في سورية والعراق لن تثني سلاح المقاومة عن صدّ العدوان والدفاع عن الكرامة ورفض أن يكون الدم الفلسطيني بازاراً أو أداة في التجاذبات السياسية.‏

التخبّط الإسرائيلي بدا في أوجه بعد أن بات جيشه الذي لا يقهر هو الأكثر إيلاماً في تاريخ جيش صهيون فما فشل في تحقيقه بالمواجهات المباشرة ها هو يمارس أبشع أنواع الإرهاب النازي بحق المدنيين علّه يحظى بتأليب المجتمع الفلسطيني ضد مقاومته.‏

لكن واقع اليوم أثبت أن الجبهة الداخلية والمقاومة في أوج قوتها ما يجعلها تفرض شروطاً وترسم أخرى وهو الأمر الذي يقوّض جهود من يريد تسليم فلسطين على طبق من الخيانة إلى المحتل الصهيوني.‏

هكذا هي غزّة التي سطّرت بدماء مقاوميها أروع ملاح البطولة تمسك دمعتها بعين والمقاومة في العين الأخرى، فغزّة التي أبت إلا أن تكتب للتاريخ أنها ستفرض وقفاً لإطلاق النار بلا مبادرات ولا أوراق مساومة وستكتب تاريخها بالصواريخ وبمعارك المقاومة البطلة.‏

وما يجب أن تعرفه أمريكا وعربان الإبل والعثمانيون الجدد أن الدم الفلسطيني ليس رخيصاً والشعب لن يرفع الراية البيضاء وسيبقى متمسكاً بحقوقه الثابتة ويواصل مسيرته للوصول إلى دولة الكرامة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية