فكان فجر ثورة الثامن من آذار التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1963 وكان السوريون على موعد مع العمل الذي حول سورية إلى ورشة متكاملة في كل ألوان العطاء, من الأرض إلى البناء الصناعي والزراعي, والبناء الانساني الذي هو الأغلى والأبهى والأقدر على تجذير الفعل الخلاق .
سبعة وخمسون عاما, لم تكن عادية ولا هي بالمحطات التي يمكن القفز والعبور دون الوقوف عندها, محطات الفعل والعطاء بدأت عام 1963 وازدادت قوة ونماء بعد قيام الحركة التصحيحة عام 1970, إذ أعاد التصحيح للبعث ألقه وقدرته على الالتصاق بالناس والمجتمع, ومن ثم العمل يدا بيد لبناء سورية الحديثة التي ترسخت فيها النهضة العامة والشاملة, فكانت القوة التي أعادت للعرب كرامتهم, وقدرتهم على أن يكون لهم صوت في هذا العالم, وحرب تشرين التحريرية هي نقطة الانعطاف التاريخي الذي غيّر المسار, وبنى قوة حقيقية جعلت العدو يعيد حساباته, ويعد الخطط التآمرية التي تستهدف كل نواحي البناء والعطاء في سورية.
وها هي سورية اليوم محور الفعل والعطاء والقدرة على الصمود والتجدد, فما أرسته ثورة البعث في ظل التصحيح يزداد قوة ومنعة مع مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد, سورية اليوم لا تحتفي بذكرى, إنما تعيشها فعلا مقاومة وقدرة على البناء والمضي إلى الغد بكل ثقة واقتدار, وما في ميادينها كافة ربيع خصب يعرف أن دماء الشهداء تعطيه معنى الخلود, فكما آذار ربيع يتجدد كل عام, هي سورية يدرج في مرابعها آذار الفعل والبناء.