صحيح ان التخلف احد اهم العوامل الحاسمة التي ادت الى طول الجدل في الحداثة الا ان ثمة عاملا اخر , لعله الاشد تأثيرا هو الانغلاقية
و التقوقع حول الذات و لكن لانه من النتائج السلبية المباشرة للتخلف اثرنا ان نورده ثانيا هكذا يرى د.عزت السيد احمد في بحثه المنشور في مجلة المعرفة و يضيف د. أحمد :يقول طاغور فيلسوف الهند العظيم : سأدفع نوافذ بيتي الاربع لتدخله الريح من كل الجهات, و لكني اتحدى ان تستطيع واحدة منها اقتلاعي من جذوري .
و المشكلة التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية على العموم و خاصة مفكرينا في المرحلة المعاصرة انهم لا يفتحون نوافذهم و لا يريدون ان يفتحوها و لا يتقبلون ابدا ان تتزعزع قناعاتهم و لا فرق في هذه القناعات ان كانت صحيحة ام خاطئة..
نجد ان التقوقع و الانغلاق على الذات مرفوض .. مرفوض في كل الحالات .. سيان أكان تحت لواء الدين ام نسير في تيارات الغربيين , فلا يجوز لنا ان نقطع الحوار ولا النقاش مع الاخرين متذرعين بالحرص على الدين او التراث .. لان الدين يأمرنا بالتواصل و الحوار و النقاش و الوصول الى الحكمة و الحقيقة اينما كانت كما لايجوز ان نتعصب و ننغلق على انفسنا باسم المعاصرة , معاصرة الغرب و مصارعته لان الفكر العالمي يرفض الانعزاليةو التشرنق.