تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غزة تحترق والعالم يتفرج... أيهما أولا..ً وقف العدوان أم الرد المقاوم?

شؤون سياسية
الأحد 2/3/2008
نواف أبو الهيجاء-كاتب فلسطيني

يسوغ الاحتلال الصهيوني استمرار اقترافه المجازر اليومية ضد الشعب الفلسطيني-في قطاع غزة, وفي الضفة الغربية,

باستمرار تصدي المقاومة الفلسطينية المشروع له. ويحدد الاحتلال مطالبته بوقف (اطلاق الصواريخ) الفلسطينية من القطاع على مدنه المحاددة للقطاع في الجنوب الفلسطيني لقاء إيقاف أو تخفيف الحصار عن القطاع.وليس غريباً أن يكون هذا منطق المحتل..‏

لكن السؤال هل تم نسيان (التهدئة) التي بموجبها التزمت الفصائل الفلسطينية بالتوقف عن الرد على عدوان الكيان الاغتصابي المستمر ضد شعب فلسطين? ففي زمن التهدئة لم يتوقف المحتل لا عن بناءالجدار العنصري ولا عن بناء المستوطنات وتسمين القائم منها وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس, ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاسراع في خلق وقائع جديدة على الأرض في القدس ومحيطها, مع الاستمرار في تهديد أسس المسجد الأقصى. أطراف بعينها لم تكن لترى في هذا عدوانا مستمرا على الشعب وقضيته, كما أن الحصار المفروض على القطاع لم يتوقف وإن ليوم واحد منذ أكثر من عامين وتحديدا بعد انسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتفكيك المستوطنات هناك, حيث واصل العدو المحتل استهدافه الشخصيات الفلسطينية والنشطاء من رجال المقاومة الى جانب استمرار الاعتقالات في عموم الأرض المحتلة منذ عام .1967‏

واليوم-وفي خضم المجزرة اليومية الطاحنة التي يقوم بها المحتل في القطاع وفي الضفة-واستمرار الحصار على أكثر من مليون ونصف المليون انسان فلسطيني, وقطع ومنع كل وسائل الحياة عن الأهل هناك-مع عدم توفير دقيقة واحدة لكي يتنفس خلالها الشعب في الضفة والقطاع, وفي ضوء الدعوات الدولية والمطالبات الأوروبية والاسلامية-والروسية أيضا بضرورة إنهاء الحصار ينبري الاحتلال ليتحدث عن وجوب وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية البسيطة كشرط لوقف الحصار أو حتى لتخفيفه.‏

اللعبة ليست كما يتصور البسطاء والسذج, أو كما يراد تصويرها وفقا للمنظور الصهيوني: من يجب أن يتوقف أولا? إنها لعبة أو أحجية من كان أولا: البيضة أم الدجاجة? لا, ليست المسألة على هذا النحو بأي حال. إن اطلاق الصواريخ أمر مشروع-وسيلة متاحة للرد على العدوان المستمر الوحشي على مجموع شعب فلسطين-في الضفة والقطاع. أي أن اطلاق هذه الصواريخ عمل مشروع من أعمال المقاومة الوطنية ضد الاحتلال, بما أن مقاومة المحتل حق مشروع وبالوسائل المتاحة كافة.‏

الفصائل التي تقاوم الاحتلال في فلسطين المحتلة لا تملك من السلاح إلا المتوفر البسيط, والا الصدور العارية العامرة بالايمان, وهي لذلك تدافع عن نفسها وعن حقها ضد الغصب والاحتلال وحرب الابادة التي يمارسها المحتل الصهيوني.‏

المطالبة بوقف الصواريخ يجب أن تكون مقلوبة تماماً, أي أن تكون المطالبة موجهة للعدو الذي يقترف الجرائم والمجازر ويتباهى بنتائجها-إذ يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويهدم البيوت على أهلها وينسفها فوق رؤوس الأطفال والنساء. ليجرب المحتل ويوقف عدوانه ولسوف يكتشف هو ومن يؤازره أن شعب فلسطين تواق للسلام والعيش بأمن وأمان وهو لا يريد سوى حقوقه المشروعة والثابتة والمعترف بها دولياً. أي أن الشرط الأساس لوقف اطلاق الصواريخ هو أن يتوقف العدوان على شعب فلسطين.‏

لقد أعلنت الفصائل كلها استعدادها لهدنة أو لتهدئة حين يقر الاحتلال بحق هذا الشعب ويوقف عدوانه المتشعب: أي يتوقف عن تهويد القدس, وعن بناء المستوطنات وعن ابتلاع الأراضي وتهديم البيوت وممارسة الاغتيالات والاعتقالات والمداهمات والتوغلات. حين يلتزم المحتل بهذا فلسوف يجد أن الفصائل كلها مستعدة للتجاوب وإبرام التهدئة والالتزام بها.‏

إن الصواريخ ومعها السكاكين والعصي ومعها الصدور المؤمنة هي ما يمتلكه الشعب الأعزل أمام آلة تدميرية هائلة من أعتى وأقوى آلات الدمار في العالم.‏

المقاومون البواسل الفلسطينيون لم يكتفوا (بلعن الاحتلال) المظلم والمهلك بل هم بادروا الى إيقاد شموع وقناديل من زيوت أجسادهم, زيوت حمراء من قلوبهم وشرايينهم وعروقهم افتداء للوطن وسعياً الى حياة طبيعية مثل سائر البشر في أرجاء المعمورة.‏

nawafabulhaija@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية