توجد بعض الانهار اذا لم يكن أغلبها بحاجة إلى لجمها وكبح جماحها فهي في كل عام تسبب خسائر كبيرة للناس في الأرزاق والممتلكات فمنها ماهو بحاجة إلى توسيع وإقامة جدران استنادية والآخر بحاجة إلى تغيير مسار حتى يقتصر أذاها على نفسها وتنكفئ إلى حدود لا تستطيع معها التخريب مرة أخرى.
وقد رأينا أن الحلول الاسعافية والجزئية لا تجدي نفعا فهي لا تلبث أن تغيب وتتلاشى مع أول سيل يحصل ويصبح التعامل معها من جديد أكثر جهداً وكلفة ومن هذه الانهار على سبيل المثال نهر الساروت الذي يبدأ بقرية عين حلاقيم في أقصى محافظة حماة من الغرب وينتهي في نهر العاصي على تخوم مدينة محردة وهو عند حدوث السيول لا يرحم ولا يمكن لجمه أو فعل شيء إلا النظر عليه.
والنهر الآخر وهو موضوع حديثنا هو نهر الزعرور و يبدأ بقرى صلنفة أقصى شمال غرب حماة ومن ثم إلى جورين فعين سليمو مخرباً في طريقه كل شيء (ويسميه الناس هناك تسونامي) فماذا يقول الناس هناك:
عبد الرحمن بدور مختار عين سليمو القرية التي تتلقى الضربة القاسمة كل عام فقال:
في كل عام يتسبب هذا النهر بجرف الأراضي ودخول البيوت وتخريب ما فيها كما يخرب بشكل كامل المسامك المقامة على طريقه ويحولها أثرا بعد عين وفي هذا العام دمرها بالكامل وخرب محصول ثلاثة مواسم فمساره طويل ومتعرج والمنطقة هناك منخفضة بحيث تتعرض البيوت الواقعة بمحازاته في كل عام لسيله العارم فيدخل البيوت ويجرف الأثاث أو يلوثه مخلفا ما سمكه نصف متر من الطين في هذه البيوت ولا ننكر أنه في كل عام تحاول الجهات المعنية أن تفعل شيئا ولكنه دائما مجزوء ولا يشكل الحل الأمثل والنهائي وفي هذا العام قامت مديرية الموارد المائية ومديرية مشروع زيزون بحفر النهر وتعزيله وترحيل الانقاض ووضع بوار وعبارات على مدخل القرية لتأمين معابر للناس ونحن لا ننكر ما بذلوه في سبيل ايجاد حلول مناسبة ولكنها تبقى حلولاً اسعافية ومؤقتة لا تلبث أن تزول بمجرد فيضان النهر فيعود من جديد كما كان من قبل وتمتلئ البواري والعبارات بالطمي ما يستدعي العمل من جديد لإزالة الآثار التي يخلفها والنهر يبدأ من أراضي صلنفة ماراً بجورين وبعض القرى حتى عين سليمو ويعود ملتفاً على القرى بجانب قناة الري هناك ويتابع سيره لينتهي بالمصرف -أ- الذي يصب في نهر العاصي وبدل أن يسير كل هذه المسافة, ولإيجاد الحل الجذري له المطلوب جعله يخترق الطريق العام في أول قرية عين سليمو بشكل عبارة صندوقية أو بيتونية مكشوفة لسهولة تعزيلها وهو بذلك يصب مباشرة في المصرف الذي يؤدي إلى نهر العاصي وعندها لا يدخل القرية ويسير على طريق طولها 300 م بدلاً من سيره حول القرية وجوارها بحدود 1500م وبهذا الشكل يكون الإجراء المتخذ حلاً نهائياً وترتاح كافة الجهات من التكاليف الباهظة كل عام.
وعن إمكانية فعل ذلك فقد التقينا السيد وحيد المحمود مدير فرع الموارد المائية في الغاب الذي قال لنا: إن الحل المطروح آنفا بحاجة إلى تكاليف كبيرة واستملاكات وجهود كبيرة وامكانيات تفوق طاقتنا ومن حيث الاجراءات فقد قمنا هذا العام بتعريض مسيل النهر وتعزيل العبارات والمصارف من الطمي المتراكم جراء الامطار الأخيرة كما قمنا بتبديل العبارات من قطر 80سم إلى 1800 سم وفتحنا طريقاً محاذياً للمسيل وتم إلغاء العبارات من أمام البيوت واستبدال ذلك بطريق نظامي وهذا بالتنسيق مع البلدية وهيئة تطوير الغاب والخدمات الفنية.
ونحن بدورنا نرغب إلى الجهات صاحبة العلاقة في المحافظة ومن هم أعلى أن تتعجل الأمور وتجد الحلول الدائمة لنهر الزعرور ولغيره من الأنهار فهي بالمؤكد لا تريد هذه الخسائر الكبيرة التي تحدث للمواطنين هناك كل عام.