الأول يؤكد أن مسلسله حاجز الصمت إنما اختار له مصحاً,لا لكي يحجر مريض الإيدز,بل ليتمكن من شرح الحالات الاجتماعية للمرضى وكيفية إصابتهم بالمرض,والمخرج يؤكد طيلة الوقت انه اختار الإيقاع السريع لكي لا يمل المشاهد وتقصد القسوة لكي يستفز المشاهد وتصل إليه الأفكار...
ما تبقى من الحلقة التي اختار البرنامج عنوانا لها(العنف في الدراما الاجتماعية) تحول إلى نقاش يبدو غريبا بين الطب والفن,الطب بعلميته وحقائقه التي لا يمكن أن تستوعب روح الدراما,وبين الفن الدرامي الذي يحتمل الحقائق ولكنه ,لا يأخذها كما هي جافة غير قابلة للنقض!!
النقاش الذي دار بين الطبيبين اللذين استضافهما البرنامج وتركز اعتراضهما بالنسبة لمسلسل حاجز الصمت, على وجود المصح وأنه أوحى أن كل المجتمع مصاب بالإيدز!! ,وبدأا بمناقشة لا مبرر لها, لأنه صحيح أن المسلسلات التي يناقشها النادي وهي (حاجز الصمت,قتل الربيع,أسياد المال...)قد استمدت مادتها من الواقع إلا أنها لا تقدم الواقع بشرطيته المطلقة,بل إن خيال الكاتب وتقنياته هي التي تحدد كيف سيتم التعامل مع مادته الدرامية.لذلك لم يكن منطقيا أن يحاكم الكاتب على خياراته الدرامية...
هاني السعدي الذي حاول الدفاع عن هذا الخيار في مرات عديدة بدا دفاعه في واد والحديث يتجه إلى منحى آخر,حيث كل على قناعاته,وما يتطلبه العمل ,ونحن لسنا بصدد مناقشته نقديا,إلا أننا بصدد الطريقة التي تعامل فيها البرنامج مع مادته البرامجية,من ناحية إحضار أطباء ووضعهما في مواجهة كاتب ومخرج!!ليبدو النقاش عقيما في لحظات عديدة!
الكاتب هاني السعدي الذي أكد أن علاقته بالمخرجين وليدة الظروف, حاول في العديد من الأسئلة التدخل,خاصة عندما كان المخرج يوسف رزق يشطح بإجابته ,ويبدو وكأنه يتعارك مع أي فقرة نقدية تقولها المذيعة أو توجهه لعمله,فاذا كان المخرج يوسف رزق قد أكد أن الكثير من الصحفيين يكتبون دون أن يروا العمل,ويبحثون عن أخطاء غير موجودة,ليشتهروا من خلال الكتابة عن مسلسله!! يحاول السعدي أن يتدخل ليلطف الأجواء ويتحدث عن البعض من اعداء النجاح ولكنه يذكر في نفس الوقت أنه يوجد صحفيون موضوعيون!!
المشكلة التي نعيشها حاليا مع الكتاب والفنانين أن نقد الصحفيين تبدو وكأنها موضة جديدة حيث الاتهامات تكال لهم جزافا ,ودون أي اعتبار لآرائهم وغالبا ما يعمم تجربة كاتب ما على رأيه بكل الصحفيين,ليقع هو في ذات المطب الذي ينتقده!!
برنامج نادي التلفزيون الذي حمل على عاتقه مناقشة قضايا الدراما السورية حتى الآن المطب الذي وقع فيه أنه يناقش موضوعات سبق ونوقشت في الإعلام بمختلف أنواعه والدليل ما ذكرته مقدمة البرنامج قمر عمرايا,من انتقادات وجهت للمسلسلات التي قدمت قبل عدة أعوام وأثارت أسئلة نوقشت حينها بشكل متفرق إلا أن البرنامج يعود لطرحها ثانية بشكل مجتمع ,لعل برنامج نادي التلفزيون من البرامج التي يمكن متابعتها والاستفادة منها ولكننا ننتظر منه الجدة والإثارة النابعة من حدة النقاش حقيقة وليس من اصطناع هذه الحدة بلا مبرر معقول.