حول رأيهما بالنقد وجاءت الإجابة حاسمة من الفنان عباس النوري,بما معناه أنه لا يوجد لدينا نقد...ليؤيده على الفور الفنان سامر بقوله إن ما يكتب من نقد يقع في خانة إما المدح أو الذم,مستشهدا (وهنا لب الموضوع)بنقاد غربيين متمكنين من وضع الإصبع على أخطاء وعثرات النجوم للمساعدة في تصحيح مسارهم الذي غالبا ما سيأخذون بها إيمانا منهم بأدوات الناقد.
مع تأكيدي على صحة هذه الملاحظات..لكنني لأذهب أولا إلى الخطف خلفا والى إشارة من الفنان سامر في هذه الحلقة إلى أنه يضع قدما في المحلية ويتطلع إلى أن يضع الثانية في العالمية...
استعراض سريع ...ينبئ عن وجود إشكالية حقيقة بين الصحفيين والفنانين-قديما ولاحقا- هي ليست بجديدة ولا طارئة..وتثار دائما في لقاءات الفنانين وحواراتهم على الفضائيات,والتي يجتهد كثير من المحاورين لبعثها من مرقدها,وإثارتها لتمكين الخلاف ولا أقول الاختلاف...بين الفنان والصحفي.
وتنتهي دائما فقرة(النقد والفنان) إما بتجاهل تام من هذا الفنان لدور النقد أو لكيل الاتهامات لهم لوقوعه بين براثن الصحفي الناقد وجهله وضآلته وضحالته الثقافية والإنسانية فالثقافة النقدية غير موجودة أصلا...لتعمق الحوارات عبر الفضائيات هذه الهوة وليزداد المقت والسخط بينهما (الناقد- الصحفي) فغياب النقد والنقاد ترك الساحة على غاربها للصحفيين الذين سنحت لهم فرصة الغياب هذه أن يتولوا متابعة وانتقاد الإخوة الفنانين.
وأتساءل ألا يعكس النقد هذا عبقرية الأداء والإخراج والإنتاج التي يتميز بها الفن العربي عموما والمحلي خاصة?!وهل الفنان لدينا ارتقى بأدائه إلى مستوى نقد الناقد الذي أشار إليه سامر المصري?
هل أداء نيكول كيدمان بوجود كاميرا ثابتة هو ذاته في حالات ( العشق,التعاسة,الهوس, الغموض...) ألا يحمل راسل كرو درجات من الوعي والإدراك والتبصر في إيحاءاته المختلفة والمتلونة بتعابير وجهه وحركات جسده بحسب الدور الذي يقوم به,فلا يكون نفسه في حالة السخط أو المجون أو الاسترخاء بغض النظر عن دور الديكور والمكياج والإكسسوار في المساعدة على تشكيل هذا النجم,فنانون ليسوا خاماً ,بل تم الشغل على موهبتهم وإعادة صياغتها وصناعتها بجهد شخصي(من النجم) تقف وراء شركات صناع النجوم بكل ثقلها المادي والمعنوي.
نحن أحببنا فنانينا خاما كما هم وعاتبناهم كما نحن,مشاهدون نمتلك صياغة نقد ربما ساذجة أو لاذعة,أليس النقاد الراهنون انعكاساً حتمياً لفنانين مرهونين للحكاية والسيناريو أو البطل,والمقياس النقدي هنا يبقى في إطار الجاذبية,جاذبية الفنان والأداء القريب من الشخصية التي يؤديها ودرجة اقتناع المشاهدين.
نحن كأناس وصحفيين نقاداً ومنتقدين..متعطشون لسماع حكاية خفيفة تنتهي بسلام وأمان,حكاية ليست حزينة جدا...لهذا كان الإجماع على باب الحارة,أما إذا أرادها الفنانون(ملحمة نقدية)عالية المستوى,لها أعرافها وتحليلاتها الجمالية والتقنية,سيكون لزاما عليهم,الخضوع لدورات إعداد وتأهيل في استوديوهات المحترفين.