|
كواليس المبدعين...صيدح... وحكايته مع الشعر ثقافة بينما هويته الشخصية تقول إن شاعرنا سوري الجنسية، دمشقي المولد، وبتحديد أدق من مواليد حي زقاق الصواف بجوار مكتب عنبر، وكان والده قاضياً ضليعاً في محاكم دمشق المختلطة طوال ثلاثة عقود. درس الراحل صيدح في مدارس دمشق، ثم انتقل إلى لبنان حيث التحق بكلية «عينطورة» التي تخرج منها عام 1911. وفي عام 1925 ارتحل إلى مصر، وأقام في ربوعها بضعة أعوام ثم سافر إلى فرنسا وتزوج هناك بسيدة فرنسية، قبل أن يهاجر إلى فنزويلا، ليستقر أخيراً في الأرجنتين. اشتغل في المهجر بالتجارة كمهن غير محببة إليه، لكنها تعينه على تأمين متطلبات حياته، وفي الوقت نفسه كان مشاركاً بقوة في الحياة الثقافية،فأسس مجلة «الأرزة» التي كانت تستقطب اهتمام الجالية العربية ، كما وأنشأ في عام 1947 جمعية (الرابطة الأدبية)، وكان من أبرز أعضائها: يوسف صارمي صاحب مجلة «المواهب» والياس قنصل وشقيقه زكي، والدكتور عبد اللطيف اليونس. وبين عامي «1952-1959» قصد لبنان، ونتيجة الحاح زوجته الفرنسية هاجر إلى باريس هجرة نهائية. أما أبرز مؤلفاته المطبوعة فهي: ديوان (النوافل) وديوان (نبضات) و(شظايا حزيران)، ثم كتاب (أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأمريكية)، وهو مجموعة محاضرات ألقاها في معهد الدراسات العربية في القاهرة، وقام المعهد بطباعته عام «1956»، كما وأعيد نشره في بيروت ودمشق. وفي عام «1975» دعا الدكتور صفاء خلوصي الأديب المرموق المقيم في لندن، إلى ترشيح جورج صيدح لإمارة الشعر، بعد رحيل الأخطل الصغير، وقد رفض صيدح هذه الفكرة لاعتقاده أن بين الشعراء العرب من هو أحق منه بهذا اللقب التكريمي. أما عن حكايته مع الشعر في بدايات حياته، فيرويها لنا فيما معناه: «في مدرسة عينطورة كانت الرقابة صارمة على بريد الطلاب، فلما ظهرت قصائدي في جريدة البرق فتح صاحب المدرسة تحقيقاً انتهى بأن صاح بي: هيىء حقيبتك للسفر غداً، وأقسمت بالله أمامه بأنني لن أنشر شعري في الصحف مادمت في عينطورة، فاستصدر العفو عني وبررت بقسمي».
|