هو الأكثر شهرة إذ ارتبط بأساطير كثيرة تتعلق بالخمرة وما تقدمه الكرمة من صنوف وألوان وبما أن موسم الغرس لما ينتهي بعد من المفيد أن نقف عند بعض الأساطير التي تحدثت عن الكرمة وغرسها وصنوفها وأنواعها.
فحسب ما ورد في الأقوال التي تعنى بهذا الشأن فإنه بعد أن خرج نوح من السفينة التي صنعها لينجو بها وقومه من الغرق بدأ بزراعة الكرمة بكل نشاط وكان ذلك بعد أربعين يوماً من الطوفان وقد جاء في كتاب روضة العلماء أن نوحاً لما غرس الكرمة جاء ابليس فنفخ فيها فيبست فاغتم نوح لذلك وجلس يفكر في أمرها وجاء ابليس وسأله عن تفكيره فأخبرها فقال له ابليس: إن أردت أن تخضر الكرمة فدعني أذبح عليها ستة أشياء فقال: افعل فذبح ابليس دباً ونمراً وابن آوى وكلباً وثعلباً وديكاً وصب دماءهم في أصل الكرمة فاخضرت من ساعتها وحملت سبعة ألوان من العنب وكانت قبل ذلك تحمل لوناً واحداً ومن أجل ذلك يصير شارب الخمر قوياً كالدب وغضبان كالنمر ومحدثاً كابن آوى ومقاتلاً كالكلب ومتملقاً كالثعلب ومصوتاً كالديك فحرمت الخمرة على قوم نوح.
ولا نأتي بجديد إذا قلنا إن الشعراء شغفوا بالخمرة منذ العصر الجاهلي واتخذوا رمزاً دائماً في قصائدهم وتطور هذا الرمز ليصبح رمزاً صوفياً كما في خمريات ابن الفارض.
ولا ننسى في هذا المجال أبا نواس الذي أبدع في وصف الخمرة وشاربيها.
وعلى كل حال يقولون للكريم إنه كرم على درب والكرمة مشتقة من الكرم ولعلنا نتذكر قول الشاعر:
لا تقنطي إن رأيت الكأس فارغة يوماً
ففي كل عام ينضج العنب