تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل أصبح العالم أكثر أمنا?!

دراسات
الخميس 20/3/2008
علي سواحة

من يستطيع أن يقنعنا أن العالم بات أكثر أمانا وأقل خطرا بعد خديعة تحرير العراق وأفغانستان وهل تغير وجه هذا الكون بعد سبع سنوات عجاف على شن الحرب على ماسموه الارهاب.

في نظرة سريعة على خريطة الحرب التي شنت هنا وهناك لمحاربة الارهاب المزعوم نجد أن العالم إن لم يكن أكثر ترنحا عما كان عليه قبل شن واشنطن لحربها ضد الارهاب فهو على الأقل أكثر قلقا وعدم استقرارا وها هي على سبيل المثال ساحتا العراق وافغانستان تتحدثان عن نفسيهما بشفافية مطلقة.‏

ففي العراق يكفي ما حصده أطفاله من بؤس وشقاء وقتل وتشريد ما يلطخ الديمقراطية الاميركية باعتبارها حامية حقوق الانسان والفيلم الذي تم تداوله قبل أيام قلائل لدى الاوساط العراقية خير شاهد ودليل على ما وصل إليه أطفال العر اق. حيث إن الفيلم المذكور يظهر اطفالا تتراوح أعمارهم بين 11-15 عاما ملثمين بأقنعة يتدربون على كيفية تنفيذ عمليات الدهم واعتراض الناس في الطرق العامة واختطافهم بالقوة كما يظهر الفيلم في احدى لقطاته مجموعة من الفتية العراقيين يتعرضون لشاب يقود دراجة هوائية ويختطفونه وفي لقطة أخرى يوقف هؤلاء الصبية سيارة بقوة السلاح , ومشهد آخر كيف يداهم هؤلاء الفتية أحد المنازل ليتم خلالها أسر سكانه رغم توسلاتهم بأن يتركوهم وشأنهم.‏

كما تبين الكثير من الوقائع استخدام الاطفال والنساء كهدف لمجموعات مسلحة التي انتشرت بشكل مفزع في الساحة العراقية وأغلب هذه المجموعات هم من الشباب الذين لاتزيد أعمارهم على العشرين عاما والخطر لايزال يهدد كل العراق الذي نبتت فيه جراء الاحتلال الاميركي له مختلف التنظيمات المتطرفة والمحرضة والمجندة والمرتزقة, فيما تزايدت اعداد المواقع الالكترونية في العراق إلى أكثر من مئة موقع وجميعها تفرز أشكال الحقد الدفين واللجوء إلى العنف وبسط النفوذ عن طريق القوة وجميعها بالطبع تتبنى أفكارا ناقمة على العالم وكارهة للسلام ولمستقبل زاهر للعراق.‏

أما الفساد الذي يشهده العراق في ظل الاحتلال فقد بلغ درجة جعلته يتبوأ المركز الثالث بين دول العالم فسادا بعد الصومال وميانمار وبينت آخر الاحصائيات فيه أن كميات الاموال المهدورة بسبب الفساد تجاوزت المئة بليون دولار وأظهرت لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي أن الرقم النهائي تجاوز ذلك بكثير وأن هذه اللجنة والعديد من المؤسسات المحاربة للفساد تعاني من ضغوط كبيرة من الاحزاب والتيارات العراقية المنضوية تحت حراب المحتل وتعمل لحسابه.‏

ما إن الحريق الذي أضرم بالبنك المركزي العراقي مؤخرا مازال يثير تساؤلات عدة عن السرقات التي تعرض لها هذا النبك من قبل أوساط مسؤولة وما شهده البنك المذكور من تلاعبات مالية ورغم أن المعنيين في الحكومة العراقية أكدوا أن ودائع البنك والبالغة نحو عشرين بليون دولار ووثائق أخرى محفوظة في مكان آخر لكن ذلك لم يعكس ارتياحا مأمولا لدى الشارع العراقي والامر كذلك ينسحب على الوضع في افغانستان التي تعيش حالة من الفوضى والقلق وعدم الاستقرار فاقت بمأساويتها ما لايتصوره العقل اضافة إلى أن قوات طالبان لم يجر استئصالها كما كان مقررا من قبل قوات الاحتلال ومازالت طالبان على مسرح العمليات , وها هو الاستراتيجي العسكري البريطاني (سن تزو) يحذر من استمرار الوضع الحالي في افغانستان ومن أي خطوة لحلف الناتو لارسال المزيد من القوات العسكرية كي لاتتسع هوة المستنقع الذي تعيشه منطقة آسيا الوسطى عموما من عدم استقرار واضطرابات أمنية متزايدة في حين يذهب أكثرية المحللين الغربين إلى التأكيد من أن على أوروبا أن ترفض المشاركة في تحملها أعباء الاقتتال الدائر هناك وأنه آن الاوان للبدء في اعمار هذا البلد الاسيوي وبناء الخدمات الاساسية فيه عوضا من دفعه باتجاه عسكرته وإغراقه ببحرد ماء جديد.‏

ان الوضع الكارثي الذي لحق بمناطق كثيرة من دول العالم في أسيا وأفريقيا جراء السياسة الاميركية الخارجية وضع يندى له جبين الانسانية لما ينتج عنه لشعوب تلك الدول من المزيد من أوضاع السوء وعدم الاستقرار وانعدام الامن وخرق للسيادة الوطنية وبالتالي ما أدى إلى نشوء الجماعات والتنظيمات المسلحة بجميع أنواعها الملحقة بتابعيتها لهذا المحتل أو ذاك كي تحيل الاوطان إلى دمار فوق دمار خدمة لأسيادها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية