ولكن ثمة من يقول اليوم انه بات فزلكة وألغازاً وعقدا, ولم يعد ديوانا حتى لاصحابه , ولكن ثمة من يقول : الشعر شعر وسيبقى الشعراء الحقيقيون على مر الاجيال وسيبقى ابداعهم , ويضيف هؤلاء قائلين : كم من الشويعريين مروا بتاريخ الابداع العربي زاحموا الحقيقيين لكنهم ذهبوا وانتهى اثرهم بقي الشعراء الحقيقيون ويدللون على ذلك بالقول: لم يكن امرؤ القيس وحده في الساعة الابداعية في عصره, وكذلك المتنبي , بل ثمة من حاول ان يدلي بدلوه لكن الزائف ذهب الى غير رجعة والحالة هي كذلك اليوم ,متسلقون في الرواية , في الابداع في الشعر في كل شيء هؤلاء يحاولون ان يحققوا مكانة ما, وقد يفلحون في ذلك الحين من الوقت لكن فن الابداع سيلقي بهم خارج مجراه ..في يوم الشعر العالمي : كيف يبدو حال الشعر ماذا بقي منه ماذا يقول الشعراء , محاولة استطلاع فماذا في الجعبة?
خالد أبو خالد : الشعر بخير
هو اليوم العالمي للشعر وليس يوم الشعر العالمي, أشير هنا ان هذا اليوم مهم لأنه يستنهض لدى الشعراء أحاسيسهم بقيمة ا بداعاتهم على المستويات المحلية القومية والعالمية مما يجب ان يدفع تجمعاتهم والمؤسسات الثقافية والجامعية الاكاديمية ببلادهم للاهتمام بالشعر واهميته في واقعها الراهن والمستقبلي وهو أهمية لايجوز الانتقاص منها حتى لو قصرت المؤسسات والتجمعات والشعراء بالاحتفال باليوم العالمي للشعر فالشاعر اضافة لكونه نمط حياة بالسلوك او النظر ا لى المشكلات يبقى ذلك الابداع المكتوب او الشفهي والذي يعبر عنه وبه بكافة الفنون التي أصبحت الآن متداخلة من القصيدة الى القصة القصيرة , الرواية وصولاً الى السينما والمسرح والتلفزيون في نتاجاتها الارقى التي تفيض منها القصيدة والقصة والرواية كما تتبادل كل هذه الابداعات الإفادة عبر علاقات جذرية تسهم في تطويرها الى حد بعيد, اما اذا كان الاهتمام غير ظاهر فيما يتعلق باليوم العالمي للشعر او منعدم فتلك ظاهرة لا تتعلق بالشعر بمقدار ما تتعلق بتقاليد تلقي الشعر خاصة في العواصم التي يجب ان تكون معنية بهذا اليوم, اما من يذهب الى المحافظات القريبة او النائية سوف يكتشف ان الشعر بخير وان الجمهور ما زال يحتفي بالشعر والشاعر وهذه المسألة لا علاقة لها بسوق الكتاب, وأؤكد على ان الشعر في بلادنا لا يجب ان يقاس بسنوات المد الثقافي السياسي او بسنوات الجذر على هذا المستوى وانما يقاس بكم ونوع الاصدارات الشعرية الواسعة التي تنتشر خاصة بعد دخول الشعر ساحة الانترنت فلم يعد اقتناء الكتب مقياساً وحيداً تقاس به اهمية الشعر .
عبد القادر الحصني: أنتم ما ذا تقدمون له ..?
أشعر بالأسى ازاء مثل هذا السؤال في مثل هذا اليوم وعلى أي حال أجيب عنه بإيجاز وثقة فأقول:
إن الشعر فن عظيم يعبر عن روح الأمة العميق وتطلعاتها الكبرى ومن السذاجة ان ينظر الى قيمته من خلال المناسبات والجماهيرية. وللمعنيين بالشعر وتوجيه السؤال عنه أقول: ليس من اللائق ان تطرحوا مثل هذا السؤال في مثل هذا اليوم والذي يحق له ان يسأل حقاً هو الشاعر . يسألكم أيها المعنيون ماذا ستقدمون في هذا اليوم للشعر والشاعر.
كم شاعر من سورية سيكرم في هذا اليوم وكم مجموعة شعرية متميزة ستكرم.. وما هي المساحات التي ستكرم. وما هي المساحات التي ستمنحونها للشعر والشاعر في وسائل اعلامكم المرئية والمسموعة والمقروءة.
حقاً من يقدمون للشعر يحق لهم ان يسألوه بعد ذلك .
وما يعني لي شخصياً يوم الشعر العالمي هو هذا الأسى الذي قلته في أول هذه الكلمات .
قصي ميهوب: حرم صرخة الحياة...
لقد تآمروا على القصيدة, واغتصبوا آلهة النعيم-المعنى - ولكثرة الذين مارسوا الشعر معها بطريقة غير شرعية فقدت مخاض الولادة الى سرير العمليات القيصرية, وهكذا حرموا المولود الجديد صرخة الحياة وأشبعوه ضرباً على قفاه عبثاً محاولين انتزاع الصرخة منه فإذا به يبكي دماً يتحول الى خثرات تقتله لحظة ميلاده.
إن القصيدة الحق كالفرس الاصيلة لا تسمح لغير فرسها الحقيقي ان يعتلي سرجها, فليسرجوا ما شاء لهم من القصائد المهجنة فعند السباق الفصل ( يفتقد البدر).
وهذا يسري على جميع فنون وألوان الشعر (العمود-التفعيلة-النثر).
فكيف للشعر ان يفخر بالذين يدعون انهم أحفاده ويحاولون قتل آبائه وأجداده?! هؤلاء كانوا قديماً وما زالوا يعرجون بجهلهم فلا تتوقع ايها الشعر العظيم ان ينقرضوا مستقبلاً.
لكن يبقى لنا ضمير الجمهور ( القارئ الشاعر) الذي يكرع عاطفة الشعر بالفطرة لأنه يمتلك الشعور, وقديماً قالت العرب:( الشعر شعور لمن يمتلك الشعور ).
فلا تأبه به أيها الشعر الملاك بخناجر الذين يمعنون في قتلك ولك الفخر ان تحل خشبتك وتمضي في نشر رسالتك الخالدة.
فرحان الخطيب: العودة إلى منابع الروح
يوم الشعر هو العودة الى منابع الروح, الى الطبيعة, الى كينونة الانسان, يوم الشعر العالمي يعني لي ان الانسان يجب ان يتخلص من درم الحياة ليركب طريق الخلاص الذي شابته الشوائب وان كنا في معترك المادة, نسبح في اتجاه ان يعيش الانسان بمشاعر الآلة وبمشاعر التكنولوجيا فإن لمشاعر الانسان الاولى التي وازنت بين العقل والنفس ومنحت الآفاق لذات الانسان, لكي يرحل على ناقته الى قيلولة في رمضاء الحياة, فإنما في النهاية لانقول ان للشعر نهاية وإلا اختفى الانسان من الوجود حيث ان الانسان مهما اخترع من آلة الميكانيكية تعينه على اختراق المألوف لديه, تبقى المشاعر والتعبير عنها, والبوح عن لحظة حب ولحظة صدق ولحظة عاطفة تبقى هي الأساس في الوجود, ولهذا لا يمكن للشعر ان يرسم لنا شجرة الحياة الوارثة ولو كنا نمتطي سيارة للوصول إليها .
هفاف ميهوب : أطلال قصيدة..
إنه يوم الوقوف على أطلال اليقين, والتصفيق على جثة القصيدة. ياللثراء الذي يذرف الشك بشك آخر.
للأسف إن الوضع المتردي الذي وصل اليه حال الشعر, مثلما بقية الفنون الادبية أفسد الذوق العام والاحساس بكل ما هو جيد وحقيقي.
هذا لا يعني ان زمن الشعر انتهى لكن,وفي ظل الظروف التي يعيشها المثقف او المبدع (أديباً او فناناً او شاعراً) .. إلخ .. من حيث الفوضى السياسية والانقسامات الثقافية والتيه الحضاري. اصبح من الصعب على الشاعر الحق ان يطلق صرخته دون ان يغرق النزيف القصيدة.. وان يرسم الحرق باحساسه قبل ان تحكمه انفاق الكتب والقهر والقيود والضغط والاقصاء.
رغم كل هذا, ورغم الانفصام الثقافي والذاتي, والحالة الضبابية التي يعيش ضمنها الشاعر مرغماً على الاختناق قهراً.. تبقى الكلمة الفصل, في النهاية .
ستكون الكلمة (شمعدان الامل) الذي يجعله يجتاز كل الانفاق - الطويلة والمظلمة فيسجل بصمته التي لا تمحيها او تنزيل اثرها جميع المحاولات الضوضائية.
مجيب السوسي: محطة أمان...
-ماذا يعني لك يوم الشعر العالمي? وهل للشعر مستقبل?
ثمة محاور انسانية مشتركة بين التكوين البشري تجعل الناس يتوافقون على طقوسها في توقيت موحد وهذه المحاور تشكل نمطاً مقرباً لكل المنظومات الاجتماعية في الارض على مختلف الثقافات المتشابهة والمتنافرة, ومن هذه المحاور (الشعر) الذي ينهل من الاحاسيس الانسانية, ويصب في فضاءاتها ويكون رؤيا جمعية لا غنى عنها في أي مكان من الكون لهذا يكون أقرب الى الحتمية في الطبيعة يتقاسم مفرداتها ومعطياتها كل الناس.
والأمم جميعها وبينها امتنا (وهي امة الشعر والبيان اولاً) قد تسابقت الى البراعة والتفوق في تحويل الهموم الانسانية وتوصيف الكون الى خلق ابداعي حميمي هو أكثر التصاقاً وتناولاً وشفافية عبر الاحاسيس والتلقي الانساني, مما يجعل الصفاء والفطرة البشرية هي الاولى في النقاء والاكثر جواراً للسلام والمحبة بعيدا عن حماقة الحروب والاضطرابات والخلل في توازن الحياة.
ولا شك -هنا- في أن الشعر هو محطة الامان الاخيرة, للنفوس والعقول عند أمم الارض ومن الكلمة-كما يقال-تنبثق مكونات الصحة الانسانية وينبثق التلاقي في حوار الحضارات وتقاربها لهذا فإن الشعر كائن لا غنى للبشرية عنه له مستقبل مستمر دائم وفاعل واستقطابي فمن حقه -وقد وصل الى هذا الحق- ان يكون للشعر يوم عالمي بتوقيت موحد حيث أجمع العالم على ان يكون 21 آذار هو يوم عالمية الشعر, ومن هذا اليوم نطالب-نحن الشعراء العرب- ان يلتفت شعراء العالم الى تعزيز العدالة والحوار, والعمل على قمع الحروب والاحتلال والاضطهاد.
محمود نقشو: سيبقى الشعر
يعني وان العالم ما زال فيه الحب والخير والجمال واعترافاً بالشعر وقيمته أصبح واقعاً عبر احتفال العالم بيوم الشعر بكل عام مترافقا مع عيد الأم وعيد الربيع.
- لم ينته زمن الشعر ولن ينتهي لأن الشعر وخاصة العربي هو ضمير الأمة ووجدانها وحاملها الثقافي الغني والانساني الكبير إلا أنه تراجع وتقدمت فنون أخرى على حسابه في الرواية والقصة القصيرة والمقالة وهي موضة العصر اليوم فالعالم اليوم غير
محمد الفهد: احتفال بالجمال
الاحتفال بالشعر هو احتفال بالجمال وان يكون هناك يوم عالمي للاحتفال بالشعر فهذا يعني ان العالم أدرك من جديد ان عليه ان يغطي عورة الأيام باحتفائه بالجمال فهذا القتل المنتشر على مساحة الكون لا بد أن يقابل بالبحث عن جمال الكون وهذا يكون من أولئك الذين لهم مصلحة حقيقية في ان يظل الكون مليئاً بالفرح والجلال حتى تتفتح كل الابداعات التي تجعل هذا الكون اكثر جمالا وسحرا والاحتفال بالابداع الذي يخلق عوالم تكون ارهاصاً لذات تسعى نحو الكمال.
-الشعر لا ينتهي طالما ان هناك روحاً تنشد الجمال وتبحث عن حضوره اينما كان فالشعر ككل الفنون الأخرى هي تعبير عن الذات المنشغلة .
أبدأ بخلق جماليات وفضاءات ممكنة لتستر قبح هذا العالم الذي نراه من حولنا وتصبح مكاناً صالحاً للحياة وفي الوقت الذي نلمس فيه عزوف البعض عن قراءة الشعر والندوات نرى ان هناك شعراء كباراً مثل محمود درويش وجوزيف حرب تحتاج أماسيهم إلى صالات كبيرة أو ربما ملاعب وبذلك سيبقى الشعر نزوعاً نحو الجمال الذي نفتقده ويكون حلماً وروحاً لقيد التوازن لواقع يبدو في كثير من الاحيان أنه يخلق القتل والدمار لذا سيظل الشعر طالما بقي.
دعد طويل قنواتي : له دور الإعلام
حين يعين للشعر عيد او يوم على غرار عيد الام والطفل والعمال او يوم البيئة او المرور فهذا يعني ان الشعر قد اعتبر قضية هامة وواقعية وليس مجرد ترف لا دور له في تغيير واقع الفرد او المجتمع ذلك ان للواقع الانساني جوانب تتعدى المحسوس والمادي الى المعنوي والفني والروحي ولقد كان للشعر العربي قديماً دور الاعلام لدينا الآن بكل ما يشتمل عليه من وسائل وكان يعتبر ديوان العرب وهو لا يزال يحمل اليوم الهموم العامة والخاصة ويؤرخ احداث الدول والعالم وعواقبها ولكن عدد قرائه يتناقص نتيجة غموض الشعر الحديث وكثافته وحفوله بالرموز والصور والتداعيات ما يجعل سبر اغواره عسيراً على القارئ العادي وغير المختص او الخبير ونتيجة ايضاً لنمو وسائل الثقافة المرئية التي احتلت حيزاً كبيراً من وقت الفرد على حساب مصادر المعرفة او المتعة المعتمدة على الكلمة المقروءة ويبقى للشعر قراؤه الراسخون في محبته وان تناقص عددهم.
أعد الملف: مانيا معروف- هناء دويري - رانيا الخطيب - هويدا سوركلي - عمار النعمة - مها يوسف