تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصاريف الأسرة شرارة الخلاف

مجتمع
الخميس 20/3/2008
أنيسة أبو غليون

دعاوى طلاق وخلع ومعارك أسرية ضارية كلها نماذج تزلزل كيان الأسر في المجتمعات العربية سببها الخلاف على مصاريف البيت

,وذلك بسبب إصرار المرأة في أغلب الأحيان على الاستحواذ على دخل الأسرة بأكمله وإنفاقها بإسراف دون النظر إلى حاجة الزوج أو إلى حجم (راتبه)وقبل الولوج في الحلول الجزئية أو الجذرية لهذه المشكلة الاقتصادية نرصد في استطلاعنا التالي بعض الأمثلة لهذه الظاهرة المدمرة للبيت والمجتمع في آن معاً.‏

السيدة أميرة توكلنا قالت :إن زوجها ينفق نصف راتبه على مزاجه الخاص وهذه السيدة ليس لها مصدر دخل كي تشارك في نفقات الأسرة المتزايدة وما يزيد من دخل زوجها لا يلبي احتياجات أولاده فهي كثيراً ما تكتفي بشراء (السندويشات)بدلاً من الطهي لأنه مكلف,وعندما يمرض أحد أولادها لا تجد ثمن الدواءفتقوم أحياناً ببيع ما تبقى من مصاغها الذهبي,أو أي قطعة أثاث من منزلها.‏

وعندما تشكو ذلك لزوجها على أمل أن يتعاون معها ولوبتوفير ثمن السجائر يثور بوجهها ويمطرها بسيل من الشتائم والإهانات حتى يصل الأمر ويتطور إلى التهديد بالطلاق.‏

-السيدة ليالي أرناؤوط:لديها طفلان هجرت عش الزوجية وأقامت بمنزل والدها,بسبب نفقات البيت الكثيرة وبسبب المشاجرات والخلافات الكثيرة الناتجة عن ذلك, فتركت زوجها وحيداً بين جدران المنزل حتى أرهقه التفكير في كيفية زيادة دخله لكي يرضى زوجته الغاضبة وعندما أعيته الحيلة لم يجد أمامه إلا الطرق الملتوية لكي ينسى همومه وبعدها شعر بأنه يخسر ماله,فأصيب بحالة من الاكتئاب الشديد لفشله في تلبية مطالب زوجته.‏

-السيد مأمون قداد قال:كرهت البيت بسبب طمع زوجتي,فكلما دخلت من باب البيت بعد عمل يوم شاق تبادرني بتشغيل اسطوانتها المعهودة,بأن النقود قليلة..وطلبات البيت كثيرة..ونقص في المواد الغذائية..والمنظفات..و..و..ورغم أني لا أبخل عليها بشيء وراتبي ليس صغيراً.‏

ولكن طلباتها تفوق إمكانياتي وبنود انفاقها لا حصر لها ولأني احتملتها كثيراً تمردت علي وذهبت إلى بيت أهلها.‏

إذاً المعادلة صعبة الكل يشكو من قلة الدخل سواء غني كان أم فقيراً,فمن يتقاضى راتباً عالياً كمن يأخذ راتباً صغيراً..كلاهما يفاجأ بنفاد الراتب قبل نهاية الشهر لأن معدل الانفاق والاستهلاك يختلف من طبقة لأخرى وعلى المسؤول عن ميزانية الأسرة أن يضع أجندة شهرية بالأولويات ويرتب بنود الإنفاق إلى جانب استقطاع جزء مسبقاً من الدخل..للطوارىء..والأزمات.‏

وحول ذلك يؤكد أساتذة علم الاجتماع والمختصون بأن النقود أصبحت المتهم الأول في معظم الخلافات الأسرية, فنسبة كبيرة من الميزانية تنفق على الطعام والدواء والتعليم في حين أن بنوداً أخرى كالنزهة والترويح عن النفس عادة يتم اسقاطها من الحسابات وبالتالي تسود البيت حالة من التوتر الدائم لذلك غالباً ما تدب الخلافات بين الزوجين على المصروف لأن هناك اختلافاً بينهما على أولويات الانفاق وأحياناً تظهر بنود طارئة دون أن تكون هناك ميزانية تغطيها وإن إلحاح الزوجة على الزوج لزيادة مصادر دخله قد تدفعه للخطأ أو الاعتماد على راتبها وفي الحالتين تهتز صورة الزوج فتتمرد الزوجة وتتحول الحياة تدريجياً إلى جحيم لا يطاق قد ينتهي إلى الطلاق أو الهروب أو الادمان لذا على الزوجين أن يتذكرا دائماً أن الحياة الزوجية قائمة على الحوار والانسجام والمساعدة وليس على قوائم الطلبات والمدفوعات ولهذا يجب عليهما أن يخصصا أوقاتاً معينة يجددان بها حياتهما بعيداً عن متطلبات واحتياجات الأسرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية